العطش هو الإحساس أولا بجفاف مخاطي للفم والحنجرة من جهة وثانيا حدوث جفاف داخلي يمس الخلايا والذي يمثل العطش الحقيقي إذ ينجر عنه تراجع الإفرازات اللعابية بسبب جفاف المخاطي والإحساس بالعطش الذي يدفع بالشخص إلى شرب الماء.
يلعب الإحساس بالعطش دور هام في تنظيم توزيع الماء والأملاح المعدنية في مختلف الأوساط داخل وخارج الخلية.
بعد شرب الماء من طرف الشخص يزول الإحساس بالعطش مباشرة بفضل تدخل عاملين اثنين، هما وجود مستقبلين على مستوى الفم والحنجرة اللذين يستوعبان كمية من الماء. وثانيا تواجد كمية معينة من الماء في المعدة الذي يساهم في زوال الإحساس بالعطش. فالإحساس بالعطش إذن هو عبارة عن جهاز منظم يعمل باستمرار من أجل التوفيق بين ما يشربه الإنسان من ماء ومختلف السوائل الأخرى وما يفقده الجسم أثناء التعرق والتبول والتنفس... الخ. كلما اشتد الحر أكثر كلما أحس الشخص بالعطش بكثرة، إضافة إلى عملية التنفس وعمليات الأبيض والاستيعاب التي تفقد الجسم كميات هامة من الماء. لكن عندما يكون الإنسان صائم، فإن هذا لا يسمح له بتناول الماء عند الحاجة، بل عليه بالصبر وتحمل العطش إلى ساعة آذان المغرب. لهذا فالصائم بحاجة إلى مراعاة هذا الجانب الحساس وتفادي تعرضه للعطش قدر المستطاع بتجنّب التعرض لحرارة الطقس أو القيام بجهد كبير أو تناول كميات هامة من الطعام وخاصة المالح أو الحلو. ثم لا ننسى القيام بقيلولة خلال فترة قصيرة بعد الظهر نصف ساعة أو ساعة على الأكثر التي تعطي للأشخاص نفسا جديدا وقوة تسمح له ببلوغ أذان المغرب دون معاناة كبيرة.