°((( وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلاّ وحيٌ يوحى))))النجم (3-4)
إنّ الكلام الذي سيقوله محمد (صلى الله عليه وسلم )لن يأتي من عنده، لكن من عند الله بواسطة الملك جبريل (عليه السلام)، ليكون بعد ذلك مسموعا من طرف الرسول (عليه السلام)، مثلما يختمه (يوحنا:16نص13-14).
والرسول محمّد (صلى الله عليه وسلم ) أخبر عن أمور مستقبلية، نبوءات وعلامات القيامة الصغرى والكبرى، كما صوّر التصوير التام ليوم القيامة.
أغلب هذه النبوءات والعلامات الصغرى التي تحدث عنها تحققت تقريبا، مما يثبت رسالته.
أليس من علامة مدّعي النبوءة الذي يتكلم باسم الربّ أنّ قوله لن يتحقق (التثنية :18النص21-22)؟
°ثم انظر كيف أنّ الربّ، بوحيه لموسى (عليه السلام)، بشّر بالرسالات الثلاثة الكبرى، تلك التي بعث بها موسى وعيسى ومحمد (عليهم الصلاة والسلام).
"الأبدي جاء من سيناء، أشرق عليهم من سير، سطح من جبل باران" (التثنية:33نص2).
"باران" هو ما نطلق عليه اليوم اسم"مكة"، أين وجد إسماعيل (عليه السلام) قديما، (التكوين:21نص21)، وأين بعث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) برسالة الإسلام.
وقارن الآن النصوص السابقة من الكتاب المقدس مع هذه الآيات من القرآن :
(وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ [1] وَطُورِ سِينِينَ [2] وَهَـَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ) [سورة: التين - الأية: 1-3].
إنّ هذه الآيات تشير إلى أماكن وحي رسالات التوحيد الثلاثة.
إذن بهذه الأدلة نستنتج أنّ الإسلام ما هو إلاّ تواصل للرسالات السابقة، وأنّ محمدا (صلى الله عليه وسلم ) حقا هو خليفة عيسى (عليه السلام).
أما من الناحية الأدبية فالقرآن تحفة لا نظير لها.
العارفون باللغة ظلّوا منبهرين ومعترفين بعظمة هذا الكتاب المقدّس، قالوا : إنّه من المستحيل أنّ رجلا أمّيا مثل محمد (صلى الله عليه وسلم ) يمكن له أن يكتب القرآن، لكن بعض النّصارى يقولون بكل اعتباط أنّ محمدا نقل من الكتاب المقدّس !فتحققت من الأمر، فإذ بي أجد أنّ القرآن بالعكس ما هو إلا مواصلة للرسالات السابقة، بل حتى أنّه يصحّح الكتاب المقدس في كثير من تناقضاته المهندسة من طرف المحترفين.
حتى لا يخطئ النّصارى أو غيرهم إذا ما وجد نوعٌ من التشابه بين الكتاب المقدّس والقرآن حول بعض الأمور، فما هو إلا برهان أنّ الله الذي أوحى بأحدهما هو الذي أوحى بالآخر.
-القرآن حجة واقعية، بأنّ الله الحكيم العليم، أوفى بعهده، إذ هو الحافظ الأمين لرسالته المبعوثة للنّاس، لأنّنا نجد في القرآن قوانين الأخلاق التي أوحيت لموسى وعيسى (عليهما الصلاة والسلام)، وكذلك القوانين الأخلاقية الجديدة (الشريعة ) التي أوحيت لنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وسلم ).
إذن ؛رسالة الله إلى النّاس كاملة شاملة وتامة ومحفوظة من الله بنفسه :
(إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [سورة: الحجر - الآية: 9]
في أحد الأيام، وبينما كنت أتحدث مع أحد النّصارى حول موضوع القرآن، عبّرت له عن انبهاري وتفاجئي الكبيرين حول هذا الكتاب، فطلبت منه بكلّ سذاجة، وأنا لا زلت نصّرانيا آنذاك أن يخبرني من أين جاء القرآن، فأجابني بأنّ القرآن كلمة الشيطان !
وحدث لي فيما بعد –وأنا أقرأ القرآن-أن أصادف هذه الآيات من سورة التكوير : قال تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ 25 فَأيْنَ تَذْهَبُونَ 26 إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ 27لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) [سورة: التكوير - الآية:25- 28].
بقراءتي هذه الآيات إهتزّت فرائصي من منبت شعري إلى أخمص قدمي !
هكذا ؛كانت أبحاثي هذه، إكتشفت حقيقة الإسلام، فعرفت جيدا الفرق بين حقيقة واقع المسلمين وما ينبغي أن يكونوا عليه كما هو في القرآن الكريم.فلقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) صادقا ومحقّا إذ قال قبل أربعة عشر قرنا من الزمان : (وَقَالَ الرّسُولُ يَرَبّ إِنّ قَوْمِي اتّخَذُواْ هَـَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) [سورة: الفرقان - الآية: 30].
إنّها الحقيقة، فالمسلمون هجروا القرآن، هدايتهم ونورهم ومنبعهم الحقيقي للوحدة والحياة.
أصارحكم القول، بالرغم من أنّ قلبي وعقلي إنتعشا برسالة الإسلام، وبالرغم من أنّي كنت مقتنعا بصحّة القرآن، لكن لم يكن من السهل عليّ أن أبدّل مرة أخرى ديني.كنت خائفا، التجربة النّصرانية علمتني أن لا أتعجل في قراراتي،قلت في نفسي :لربما سيحدث لي مع الإسلام الشيء نفسه الذي حدث لي مع النّصرانية،فلعل غضون أعوام، أكتشف مرة أخرى عدم صحة الإسلام، فقررت التريث والإنتظار.
في خلال هذه المدة، القلق إستولى على قلبي، كلما تقدمت في أبحاثي، كلما إكتشفت بأنّ إعتناقي للنّصرانية كان أكبر خطأ وقعت فيه في حياتي، كنت أقول لنفسي بأنّي ضيّعت ثلاث سنين في بهتان مبين.ثم هناك تلك المسؤولية الثقيلة ثقل الجبل، والتي كنت أحسّ بها إزاء أناس كنت سبب اعتناقهم للنّصرانية.فكيف أفعل لأقنعهم بخطئي وخطئهم ؟وكيف ستكون مسؤوليتي أمام الله إذا ما مات أحد منهم على هذه العقيدة بدون أن أنذره؟.
وقبل كلّ هذا، هذا الحياء وهذا الجرم الذي أشعر به تجاه الله، العليّ القدير، إذ أنّي كفرت به بأن جعلت له شريكا، ونسبت له ولدا!.
في أحد الأيام، وأنا أفكّر في كل هذا، نظرت إلى السماء وأنا أبكي وأردّد من أعماق قلبي دعاء يونس (عليه السلام)، هذا الدعاء الذي أحبّه كثيرا: (لاّ إِلَـَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ) [سورة: الأنبياء - الآية: 87].
رؤيـــا
تمر الأيام، والألم ينتاب قلبي، أحسست بنوع من " التآكل الروحي "،كانت من أصعب اللحظات في حياتي.
حدث أنّه في إحدى الليالي، بعدما عدّت إلى بيتي، وفي ساعة متأخرة من الليل، كنت جدّ متعب إلى درجة أنّه كانت لديّ الرغبة الجامحة لأخفف عن نفسي.
إستلقيت على السرير، ورفعت يداي نحو السماء، وبدأت أدعو الله أن ينقذني ممّا أنا فيه، بدأت دعائي بحمد الله والثناء عليه لأنّه أهل لهذا، أو بكل بساطة لأنّه "الإله".حمدتّه على خلق السماوات والأرض، وعلى أن اختارني وأخرجني إلى الوجود، وبعد هذا كلّه، دعوت الله أن يغفر لي جميع ذنوبي، وأن يقبل توبتي.أؤكد لكم بأنّي لم أحسّ بعظمة الله مثلما أحسست بها تلك الليلة، إلى درجة أنّي لم أتوقف عن البكاء، أحسست وكأنّ السماء كانت مفتوحة لي، وكل كلمة أنطق بها كانت عند الله مسموعة، ألححت عليه، وطلبت شيئا واحدا فقط:
الهداية إلى صراطه المستقيم.
الحقّ يقال، كنت حينها حياديا في دعائي، كنت أدعو الله،ليس على أنّي نصّراني أو مسلم ولا غيرهما، لكن أدعوه كمخلوق ضالّ يريد أن يعبد خالقه...أمضيت وقتا طويلا، ألحّ في الدعاء، وبعد ذلك نمت، فرأيت هذه الرؤيا :
"رأيتني واقفا ممعنًا النّظر إلى مسجد قريب منّي حوالي 15 مترا، كان ثمّة صمت القبور، كنت وحيدا، عيناي لا تدعان قطّ المسجد، وفجأة وإذ بقوة غيبية تحملني وتأخذني بسرعة الضوء، وأجدني داخل المسجد !".
إستيقظت مذعورا تحت وقع الصدمة، مفزوعا، فأدركت أنّه، بلا شكّ، الله هو الذي إستجاب لدعواتي من خلال هذه الرؤيا، لم أستطع أن أنطق ولو بكلمة، كان بداخلي إحساس لا يمكن التعبير عنه، عدّت إلى النّوم وعيناي مغرورقة بالدموع.
سبحان الله ! ها هو تأكيد روحي جاء من عند الله يضاف إلى تأكيداتي العلمية على صدق الرسالة القرآنية.
فبدأت أولا بإعتناق الإسلام فنطقت بالشهادتين :"أشهد أن لا اله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله".
وقررت أن ألتزم بتعاليم الإسلام، الدّين الحق، هو دين الله، دين جميع الأنبياء والمرسلين.
الحمد لله، وبعد مضي أربع سنوات لا زلت دوما مسلما.
وهناك أمر جدير بالملاحظة !وهو كلما تعمّقت في معرفتي بالإسلام، كلما إزددتّ يقينا ووضوحا، عكس النّصرانية، إذ كلما تعمقتّ في معرفتها كلما راودني الشكّ، واكتنفني الغموض.
وبعد هدايتي، اتجهت نحو أولئك الذين كنت سببا في اعتناقهم للنّصرانية، وشرحت لهم كل شيء، وبعون الله، تقريبا كلهم تركوا النّصرانية، بل ومنهم من إعتنق الإسلام بفضل الله.
رأيت جميع النّصارى الذين عرفتهم، قمت بواجبي أمام الله، المتمثل في إنذارهم بالخطر الذي يترصدهم، وتحذيرهم من الغرور باعتمادهم على يسوع، مثلما هو وارد في النّصرانية.
والله أدعو أن يهديهم إلى حقيقة الإسلام مثلما هداني.آمين
من هو يسوع (عيسى)؟
معرفة الله هي أجلّ معرفة.
من الواضح أن يقال : أنّ الله سبحانه وتعالى بعث رسله وأنبياءه للإنسانية من أجل أن يُعرف، إذ أنّ معرفة الله في الإسلام هي أولى الأولويات، وهي شرط في قبول الأعمال والأفعال: (فَاعْلَمْ أَنّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) [سورة: محمد - الآية: 19].
الله إذن يأمر رسوله أولا بتوحيده، ثمّ بالتّوبة.
فواضح إذن أنّه قبل أن تؤمن بأي عقيدة كانت، من المهم جدّا أن تستدلّ على هذا الإيمان، بمعنى أن تكون مدركا لما سوف تَعبُد، خلافا للكتاب المقدّس فبعد ألفي سنة قضية العقيدة النّصرانية لم تحلّ بعد، "التثليث"و"شخصية يسوع " هما موضع خلاف وجدل من مختلف الطوائف المسيحية : (فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ )[سورة: مريم - الآية: 37].
بل هذه القضية تشكّل مشكلا حتّى بين أعضاء الطائفة الواحدة.والأدهى من ذلك هو غموضها للنّصراني ذاته !!.
في حين أنّ القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يوضح لنا الأمر حول حقيقة العقيدة المسيحية، كذلك حقيقة شخصية عيسى (عليه السلام).هذا الكتاب المقدّس، الموحى إلى محمّد (صلى الله عليه وسلم )، آخر الأنبياء والرسل، هو الكتاب الوحيد الذي يطمئن القلوب،ويثبّتها بالحقائق التي يحويها.
ولكي نعيد النور واليقين إلى الرسالة الإنجيلية والى شخصية عيسى (عليه السلام )مزيلين الغموض عنهما، سنعرض وبإيجاز هذه النقاط بآيات قرآنية، وحتى بنصوص من الكتاب المقدّس.
1-الميلاد المعجز لعيسى (عليه السلام).
القرآن الكريم : (إِنّ مَثَلَ عِيسَىَ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [سورة: آل عمران - الآية: 59].
فعندما قدّر الله ميلاد عيسى (عليه السلام)، بغير أن يمسّ مريم بشر، كانت المعجزة "فما من شيء غير ممكن عند الله "(لوقا : 1نص 37).
لماذا نطلق عليه –إذن –اسم ابن الله "؟!.
هل لكونه ولد من امرأة فقط فنجعل لله عائلة!!.
إذ الكاثوليك يدعون مريم :"أم الربّ" (سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 91].
(وَقَالُواْ اتّخَذَ الرّحْمَـَنُ وَلَداً [88] لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً [89] تَكَادُ السّمَاوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقّ الأرْضُ وَتَخِرّ الْجِبَالُ هَدّاً[ 90] أَن دَعَوْا لِلرّحْمَـَنِ وَلَداً ً[91]وَمَا يَنبَغِي لِلرّحْمَـَنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً) [92]) [سورة: مريم - الآية:88- 92].
2- إنّ عيسى (عليه السلام ) ما هو إلا رسول، رسول إلى بني إسرائيل :
ورد في القرآن في شأنه: (وَرَسُولاً إِلَىَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ) [سورة: آل عمران - الآية: 49]، (مّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ وَأُمّهُ صِدّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيّنُ لَهُمُ الاَيَاتِ ثُمّ انْظُرْ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ) [سورة: المائدة - الآية: 75]، (يَأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاّ الْحَقّ إِنّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىَ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ) [سورة: النساء - الآية: 171].
نقرأ كذلك في الكتاب المقدّس :
°فقال لهم يسوع : "لا نبي بلا كرامة إلاّ في وطنه ودينه "(متّى :13نص57)
° "ولمـَّا دخل يسوع أورشليم ضجّت المدينة كلّها وسألت : من هذا ؟فأجابت الجموع : هذا هو النبي يسوع من ناصرة الجليل "(متّى 21نص 10-11).
° أنا لا أقدر أن أعمل شيئا من عندي :"فكما أسمع من الأب أحكم، وحكمي عادل لأنّني لا أطلب مشيئتي، الذي أرسلني" (يوحنا:5نصّ30).
°"فوقع الخلاف بينهم، وقالوا أيضا للأعمى : أنت تقول إنّه فتح عينيك، فما رأيك فيه ؟فأجاب :ّإنّه نبيّ!"(يوحنا:9نصّ17).
°"أنا الذي كلمكم بالحقّ كما سمعته من الله "(يوحنا :8نصّ40).
°"لا تقصدوا أرضا وثنية، ولا تدخلوا مدينة سامرية، بل اذهبوا إلى الخراف الضالة بني إسرائيل "(متّى :10نصّ6).
فأجابهم يسوع :"ما أرسلني الله إلا إلى الخراف الضالّة من بني إسرائيل "(متّى : 15نصّ24).
3- رسالة عيسى (عليه السلام ):
القرآن الكريم: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُم مّصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيّ مِنَ التّوْرَاةِ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [سورة: الصف - الآية: 6].
إذن رسالة عيسى (عليه السلام) واضحة :
-بعث مصدّقا للتوراة، ومبشرا بالنّبأ السّار، نبأ مجيء الرسول (عليه الصلاة والسلام)(أحمد أو محمد يطلق في القرآن على رسول الإسلام ).
والكتاب المقدّس أو الأناجيل تؤكّد ذلك :
فيوحنّا المعمدان (عليه السلام) يقول "توبوا، لأنّ ملكوت السماوات قد اقترب "(ملكوت السماوات أو النّبأ السّار)(متّى :3نصّ2).
وقد يظنّ ظانّ أنّ ملكوت السماوات أو النبأ السّار هو الإخبار بمجيء عيسى عليه السلام، لكن بعد حين متّى يقول لنا : "وبدأ يسوع من ذلك الوقت يبشّر فيقول : توبوا، لأنّ ملكوت السماوات اقترب "(متىّ4نصّ17).
ممّا يثبت الرسالة الحقيقية لعيسى (عليه السلام) التي هي التبشير بالنّبأ السّار، نبأ مجيء خاتم الرسل، رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم )لقد جاء في الإنجيل على لسان عيسى (عليه السلام) أنّه قال بكل وضوح لليهود بأنّ "الحجر الذي رفضه البنّاؤون صار رأس الزاوية ؟هذا ما صنعه الربّ، فيا للعجب ! لذلك أقول لكم :سيأخذ الله ملكوته منكم ويسلمه إلى شعب يجعله يثمر "(متّى :21نصّ42-43).
"الحجر المرفوض "هو أَبُ محمّد (صلى الله عليه وسلم )، أي :إسماعيل (عليه الصلاة السلام) الذي ألقي في صحراء باران (مكّة)، أما ملكوت الله الذي ينزع من اليهود هو وحي الله إلى البشر. وبعد اليهود سيعطى لأمة أخرى، هي أمّة محمد (صلى الله عليه وسلم) التي ستصبح بعد ذلك أمة كبرى، مما يثبت صدق وحي الله لهاجر أمّ إسماعيل (عليه السلام) :"لأنّي سأجعل منه أمّة عظيمة "(التكوين :21نصّ18).
فماذا قيل عن هذه" الأمّة العظيمة"؟لم يذكر الكتاب المقدّس عنها ولا كلمة !.
4- معجزات عيسى (عليه السلام):
القرآن جدّ واضح حول هذه المسألة، فعيسى (عليه السلام) يقوم بالمعجزات، لكن بإرادة وبإذن الله، مثله مثل الرسل الآخرين الذين جاؤوا من قبله، جاء في القرآن :
(وَرَسُولاً إِلَىَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ أَنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مّن رّبّكُمْ أَنِيَ أَخْلُقُ لَكُمْ مّنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَىَ بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لآية لّكُمْ إِن كُنتُم مّؤْمِنِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 49]
والكتاب المقدّس يثبت لنا ذلك، بالفعل، ففي (لوقا :11نصّ20)عيسى (عليه السلام)يقول :
"وأمّا إذا كنت بإصبع الله أطرد الشياطين".
قبل أن يحيي عيسى (عليه السلام) لعازر دعا الله أوّلا، طلب منه أن يستجيب له (يوحنا :11نصّ41-42).
إذن فعيسى (عليه السلام) لا يستطيع أن يفعل أيّ شيء بدون إذن الله، أليس هو القائل –كما في (يوحنا 7نصّ42)-:"أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا بنفسي ".
إلى غاية يومنا، كثير من النّصارى من مختلف الطوائف يشهدون بأنّهم عايشوا أو سمعوا حول حالات شفاء أو رقية تمّت باسم يسوع !لكن نحن المسلمون لا يدهشنا هذا قطّ ! لأنّ الله ورسوله حذرانا من قبل من "الدّّجّالين "، وحتى عيسى عليه السلام حذر من هؤلاء النّاس الذين يفعلون المعجزات باسمه، كما نقرأ في( متّى:24نصّ24)"فسيظهر مسحاء دجّالون، وأنبياء كذّابون، يصنعون الآيات والعجائب العظيمة ليضلّوا".
إنّ النّصارى يحتكرون لأنفسهم هذه القدرة بالتركيز أساسا على النصوص الوحيدة المروية من طرف إنجيلي واحد، ألا وهو مرقس (16:نصّ9-20).
زد على ذلك، أنّها نصوص موضوعة بين معقوفتين ([])، ممّا يعني أنّها آيات لا توجد في بعض مخطوطات العهد الجديد (وهذا حسب الكتاب المقدّس : الطبعة الجديدة المنقّحة).
وأمر آخر، هو أنّ عيسى (عليه السلام) في يوم القيامة سيشهد ضد هؤلاء النّصارى الذين يزعمون أنّهم يصنعون" المعجزات"باسمه، فلقد حذرهم من قبل ففي متّى(7نصّ22-23)نقرأ:
"سيقول لي كثير من الناس يوم الحساب : ياربّ،ياربّ، أليس باسمك نطقنا بالنبوءات ؟وباسمك طردنا الشياطين ؟وباسمك عملنا العجائب الكثيرة ؟فأقول لهم : ما عرفتكم قطّ!ابتعدوا عنّي يا من يقترفون ظلما عظيما !.
الظلم العظيم عرّف في القرآن في الآية 13 من سورة لقمان: (لاَ تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [سورة: لقمان - الآية: 13].
الظلم العظيم الذي يعاب عليه النّصارى، هو أنّهم جعلوا من عيسى (عليه السلام)الرسول إلها !.
أكدّتُّ على هذه النقطة لأنّ النّصارى ضلّوا وأضلّوا كثيرا من النّاس بما يسمونه "المعجزات بــسم يسوع"، في حين المستفيد الوحيد من عملهم هو الشيطان!.
هذه الخوارق توجد حتى في الديانات الأخرى، لكن ينبغي على النّاس أن يأخذوا حذرهم منها.فإنّ الدّجّال مثلا سيقوم بأعمال عظيمة ليفتن ويضل كثيرا من الناس، إذن هذا الأمر ليس بمعيار لمعرفة الحقيقة.
5-قضية الذنب :القرآن واضح كذلك بالنسبة لهذه المسألة (فالإنسان ضعيف، يقع دائما في الذنب)فالإنسان خلق ضعيفا، وخطّاء، فلسنا ملائكة معصومين !لكن المسلم مطالب بأن يحيا حياة توبة، وأن يطمع في رحمة الله : قال تعالى: (قُلْ يَعِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رّحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: الزمر - الآية: 53].
في حين أنّ النّصارى، على عكس ذلك، فهم يعتقدون أنّ عيسى (عليه السلام)مات على الصليب من أجل خطايا البشرية، ومن آمن بيسوع غفر له ونجا، لكن الذي لا يؤمن به يموت ومعه ذنوبه، وسيكون مستوجبا للعقاب الأبدي.
"سبحان الله " !ألا تكفي رحمة الله لمغفرة الذنوب ؟!!.
بالرغم من ذلك،فإنّه قبل مجيء عيسى عليه السلام نقرأ في العهد القديم بأنّ مغفرة الذنوب كانت ممنوحة بالتوبة الصادقة.فموت عيسى (عليه السلام) من أجل خطايانا مجرد إختلاق !.
النّصارى في صلواتهم يغنّون ويشكرون عيسى لأنّه غفر لهم ذنوبهم مسبقا كل ذنوبهم بمجرد موته، ولقد ورد في الإنجيل أنّ عيسى (عليه السلام) تحدّث بإسهاب عن هؤلاء الصنف من النّاس، نقرأ مثلا في مثل الفريسي وجابي الضرائب في (لوقا 18 نصّ9-14).
الفريسي أليس مثل هؤلاء النّصارى عندما قال :"شكرا لك يا الله، فما أنا مثل سائر النّاس المحتكرين الظالمين الزّناة، ولا مثل هذا الجابي"؟.إنّ هذا الجابي مثله مثل كل النّصارى، ويظنّ أنّه مبرأ طاهر وناج، ولنقارنه مع هذا الجابي الذي : "لا يجرأ أن يرفع عينيه نحو السماء، بل كان يدقّ على صدره ويقول : إرحمني يا الله، أنا الخاطئ".
أليس مثله كمثل المسلم الذي يعترف بأخطائه وذنوبه، ويستحي من الله، ملتمسا مغفرته ؟!ثمّ إنّه من غير المقبول والمعقول بأنّ ذنب شخص يحمل وزره شخص آخر، بل الأصحّ بداهة أن نجزم أنّ كل شخص مسؤول عن نتائج أعماله.
من جهة أخرى، إنّه مكتوب في الكتاب المقدّس بأنّ :"النّفس التي تذنب هي التي ستموت، والإبن لا يتحمل خطأ أبيه والأب لا يتحمل خطأ إبنه، عدالة المنصف ستكون له، وخبث الشرير سيكون عليه "(حزقيال :18نصّ20).
أبونا آدم (عليه الصلاة والسلام )عصى الله فتاب، فمنح الله له مغفرته (وَعَصَىَ ءَادَمُ رَبّهُ فَغَوَىَ [121] ثُمّ اجْتَبَاهُ رَبّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىَ) [سورة: طه – الأية121- 122].
6-الخلاص : إنّ النجاة في الإسلام كائنة –قبل كل شيء –برحمة الله، لأنّه من ذا الذي يستحق أن ينال الجنّة وما فيها لو لا رحمة الله ؟لكن رغم ذلك، الأمر الذي يأتي في المرتبة الثانية، هو الإيمان الصحيح بوحدانية الله ثم الأعمال الصالحة.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم (وَالْعَصْرِ [1] (إِنّ الإِنسَانَ لفي خُسْرٍ [2]إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْرِ[3]) [سورة: العصر].
وفي كثير من الآيات، يؤكد الله سبحانه على الإيمان والعمل الصالح.
الشيء نفسه بالنسبة للكتاب المقدّس، مثل الرجل الذي سأل عيسى (عليه السلام) كيف ينبغي له أن يعمل ليرث الحياة الأبدية (لوقا:18نصّ18-20)؟ إنّ هذا لشيء غريب، مادام أنّه تقرر أنّ الخلاص في أن تؤمن بموت وبعث عيسى (عليه السلام)، لكن ها هو ذا عيسى (عليه السلام) يجيب السائل بأنّ ليس له إلاّ أن يحفظ وأن يعمل بالوصايا.
حتّى أنّ في متّى :(25نصّ34-45) عيسى (عليه السلام) يؤكدّ بأنّ الخلاص سيكون بالإيمان والأعمال، وأنّ إرث الملكوت سيكون للذين قاموا بأعمال صالحة.نفس الأمر في رسالة يعقوب (1نصّ27)و(2نصّ19-26) التي تشير إلى هذا المعنى :"الخلاص يكمن في أن تعتقد بإله واحد وأن تُطبّّق أوامره ".
وهو ما يتفق مع هذه الآية الكريمة: (قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) [سورة: الكهف - الآية: 110].
7-القيامة :
حسب إنجيل برنابا –المكتشف في آواخر القرن التاسع عشر –الذي صُلبَ لم يكن عيسى (عليه السلام)، لكنّه على الأصحّ:"يهوذا الخائن".
بطرس كان جدّ محقّ إذ نفى أن يكون الذي صلب هو عيسى (عليه السلام) (متّى :26نصّ69-75)، بل ابتهل وأقسم بأنّه لا يعرف الذي صُلب.
لقد كان يهوذا هو الذي اعتقل وَوُضع للموت، فالله صنع المعجزة بأن جعل يهوذا يشبه عيسى (عليه السلام)، وكل النّاس أخطؤوا.
القرآن يقول في هذا الموضوع : (وَقَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [157] بَل رّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً[158]) [سورة: النساء - الآية: 157-158].
8-التثليث (ألوهية عيسى):
إنّ عقيدة التثليث هي أكبر بهتان عرفته البشرية، إنّي مقتنع بأنّ لا أحد من النّصارى يملك اليقين على التثليث، لذا فالشكّ في قلوبهم أكيدا مؤكدا، من أجل ذلك، فالشكّ يعتبر عند النّصراني العدو الأكبر لعقيدتهم بعد الشيطان.
"الشكّ يؤدي إلى الحقيقة "، كما يقول ديكارت،"أن تشكّ "معناه : أن تُفكر وأن تطرح أسئلة لتفهم، وكل هذا يعتبر خطرا بالنسبة للنّصراني.
هذا الأخير، وبدون أن يُدرك أنّ العقل هو الذي يحثه لكي يفكر في عقيدة تقبّلها بلا تَبصُّر، يعتقد حينذاك أنّ الشيطان هو الذي يهاجمه، ويجب عليه باستمرار أن يطرده من عقله!
إن الإنسان الذي يملك عقلا لا يقبل أبدا هذه العقيدة !لا داعي أن نعود إلى التناقضات الموجودة في عقيدة التثليث، لقد برهنّا على ذلك بنصوص من الكتاب المقدّس، ثمّ لماذا "مراوغة التثليث "هذه ؟أليس الإيمان بالله الواحد الأحد أكثر إطمئنانا للقلب، وتثبيتا للعقل؟
(أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ) [سورة: يوسف - الآية: 39]
أحمد ديدات كان جدّ محقّ عندما تحدّى النّصارى أن يقدّموا نصّ واحد أين يقول فيها عيسى (عليه السلام) :"أنا الله "أو "أعبدوني".
طبعا لا توجد!
جاء في القرآن في هذا الموضوع : (لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [72] لّقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـَهٍ إِلاّ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لّمْ يَنتَهُواْ عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسّنّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [73] أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىَ اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ [74]) [سورة: المائدة - الآية:72- 74].
عيسى (عليه الصلاة والسلام ) ما هو إلاّ بشر، ورسول من الله، أليس هو القائل : "أنا الذي كلمكم بالحقّ كما سمعته من الله "(يوحنا :8 نصّ 40).
(اتّخَذُوَاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُوَاْ إِلَـَهاً وَاحِداً لاّ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ) [سورة: التوبة - الآية: 31].
أخي القارئ ؛إنّه لجدّ واضح، مثلما تأكّد من أنّه يوجد فرق بين ما لقّنه عيسى (عليه الصلاة والسلام ) وما يلقّنه النّصارى حول حقيقة عيسى (عليه الصلاة والسلام).
خاتـــمة
التَّفكُّر في الله أمر جدّي ومهم، إنّّها قضية حياة أو موت، جنّة أو نار !فالشخص الذي يريد أن يلتزم بأي عقيدة أو دين ينبغي عليه أولا أن يتأمل ويبحث ويطلب النّصح قبل أن يستعجل.
تخيّلوا معي صدمة وخيبة أمل ذلك النّصراني الذي بعد الموت يكتشف إلها ما عرفه قط ّ في حياته !!.
هذا هو –إذن –ما تعلمته من تجربتي النصرانية.
الحمد لله،الآن بعد أن فتح الله عيناي أدركت جيّدا خطة الشيطان.
إكتشفت أنّ السعادة والطمأنينة التي كنت أحسّ بها وأنا نصّراني لم تكن الاّ تزيينا وكيدا من الشيطان ليضلني ويضلّ كثيرا من النّاس.
(إِنّهُمُ اتّخَذُوا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنّهُم مّهْتَدُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 30]
للأسف الكبير، النّصارى يظنّون ويعتقدون أنّ الله هداهم لنوره، في حين أنّ الشيطان –عليه اللعنة- وليّهم، يضلهم ويحثهم على أن يخدعوا ويضلّوا الآخرين، لأنّ الذي لا يعبد الله، الإله الحقّ الأحد، حتما سيعبد الشيطان.
(إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً[116] إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاّ شَيْطَاناً مّرِيداً [117] لّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأتّخِذَنّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مّفْرُوضاً [118] وَلاُضِلّنّهُمْ وَلاُمَنّيَنّهُمْ وَلأمُرَنّهُمْ فَلَيُبَتّكُنّ آذَانَ الأنْعَامِ وَلأَمُرَنّهُمْ فَلَيُغَيّرُنّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتّخِذِ الشّيْطَانَ وَلِيّاً مّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مّبِيناً [119] يَعِدُهُمْ وَيُمَنّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً [120] أُوْلَـَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصا [121] )[سورة: النساء - الآية:116- 121].
أرأيتم إلى مكر الشيطان ؟!"يَعدهم ويمنّيهم "أي يُوهم النّصارى أنّهم ناجون ومغفور لهم مسبقا !وأمّا المسلمون فيؤمنون بالمسيح الحقّ أنّه رسول من عند الله.
أمّا الشيطان ؛ فلقد نجح في إيهام النّاس بأنّ عيسى (عليه السلام) إله، رغم أن يوحنّا حذّر من هذا، ونصح بإختبار الأرواح لمعرفة هل هي من الله (1يوحنا : 4 نصّ1-3).
إنّ النّصارى يؤمنون بإله لم يوجد قطّ !مثلما أشار إليه أحمد ديدات – رحمه الله -.
إنّي أعتقد بدون أي مبالغة بأنّ حكمة السامري (متّى:13(1-23) تنطبق تماما على تجربتي النّصرانية،كنت الأرض الطيّبة، ولكمة الكتاب المقدّس أتت ثمارها على قلبي : النّاس حرّفوه، وأنا حصدّت الشكّ حول صدق الرسالة الإنجيلية.
يوجد في النّصارى من عمّيت بصائرهم، رغم البراهين القاطعة على بطلان معتقدهم، يكابرون ويصّرون على سلوك سبيل العقيدة المحرّفة، ويستمرون في الكذب على أنفسهم، ويكذبون على النّاس.
هؤلاء النّاس على خطر !ولا نستطيع أن نعمل شيئا لهم إلاّ إذا تداركوا الأمر بأنفسهم في ماذا ينفعهم الكبر والإصرار اللذان يقودانهم إلى نار جهنم، والى خسارة أنفسهم إلى الأبد!!.
حتى أنّ عيسى (عليه السلام) يقول عنهم كما في (لوقا:7نصّ32).
"زمّرنا لكم فما رقصتم، وندبنا لكم فما بكيتم ".
وجاء في القرآن (صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 18]
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنّمَ كَثِيراً مّنَ الْجِنّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاّ يَسْمَعُونَ بِهَآ) [سورة: الأعراف - الآية: 179].
يوم القيامة عيسى (عليه السلام ) يشهد ضدّهم وسيبرئ نفسه أمام الله من جرائمهم وظلمهم.
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتّخِذُونِي وَأُمّيَ إِلَـَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ [116] مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [117] إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة: المائدة - الآية: 118] [سورة: المائدة - الآية:116- 118].
كانت لي حادثة مع أمثال هؤلاء النّاس، ففي أحد الأيام، وأنا أتحدث مع نصّراني، وبعد عرض طويل، أثبتُّ فيه تحريف الكتاب المقدّس وصدق الرسالة القرآنية، فلم يجد أيّة حجة ليدافع بها، وعوض أن يتوب إلى الله، إستحوذ الكبر على قلبه، فختم قائلا :"مهما يكن من الأمر، وحتى إن كان إله القرآن هو الحقّ، أُفضّل أن يلقيني في النّار، عوض أن أعبده "فسبحان الله!!.
أدعو الله أن يهديه للإسلام،إذ لا نملك له ولأمثاله الاّ الدعاء لهم بالهداية.
يوجد –بالمقابل- صنف من النّصارى، متواضعي القلوب، يحبون ويبحثون بصدق عن الله، عندما يكتشفون الإسلام –إن شاء الله –سيهتدون، لأنّ القرآن سيخبرهم بكلّ الحقيقة، يقول الله تعالى في حقّهم : (لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [82] وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى الرّسُولِ تَرَىَ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدّمْعِ مِمّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقّ يَقُولُونَ رَبّنَآ آمَنّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّاهِدِينَ [83] وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ الْحَقّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصّالِحِينَ [84] فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ) [85] [سورة: المائدة - الآية:82- 85].
أيها النصارى واليهود ؛ بل أيّها النّاس بمختلف إعتقاداتكم ؛استجيبوا لنداء الله خالقكم الواحد :
(قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 64].
هذا هو إذن ما سيوحّد، ليس النّصارى والمسلمون فقط، بل كلّ البشرية على وجه الأرض، إنّها العودة إلى الله الواحد، واتّباع سبيل الإسلام :
(إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) [سورة: آل عمران - الآية: 19]
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 85]
دينٌ خالصٌ وقيّم : (أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [سورة: يوسف - الآية: 40].
دين مؤيّد بكتاب محفوظ من الله وحده :
(إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [سورة: الحجر - الآية: 9]
(أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [سورة: النساء - الآية: 82].
(مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىَ وَلَـَكِن تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة: يوسف - الآية: 111].
هذا هو إذن القرآن، إنّه نور لمن أراد أن يبصر، هداية ورحمة لمن أراد أن يستقيم، وليس بشيء لمن يقرَؤه بأعين الموتى.
كلمة "إسلام" تعني "الاستسلام والخضوع "،أن تتعلق كليّا بالله راضيا به ربّا، وأن تعيش طوع أمره.
أبونا في العقيدة، إبراهيم (عليه السلام) كرّم كثيرا من الله، لأنّه كان القدوة الكاملة في خضوعه التّام لله.
إذ أنّ الله أمره أن يذبح إبنه الذي يحبه كثيرا، فما كان من إبراهيم الاّ أن يطيع ويخضع.ولقد اختصر سليمان (عليه السلام) حكمته بهذه العبارة –كما في( الجامعة :12نصّ 13)-:"اتّق الله،واعمل بوصاياه، تكن إنسانا كاملا ".
الأمر نفسه بالنسبة لعيسى (عليه السلام)، كان خاضعا لله، وعاش حياة مُنفّذا وصايا الله، إذ يقول –كما في (يوحنا :6نصّ38)-:"بعثت لا لأعمل ما أريده أنا، بل ما يريده الذي أرسلني ".
لقد كان رسولنا محمّد (صلى الله عليه وسلم ) النموذج الأمثل في خضوعه لله، في حركاته ونظراته وكلماته وأعماله، بل حتى في أبسط أمر من حياته، ما هذا ؟إلاّ تعبير عن هذا الخضوع والعبودية التّامة لله سبحانه وتعالى :
(لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخر وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً) [سورة: الأحزاب - الآية: 21].
إنّ المسلم وهو يضع جبهته على الأرض أثناء صلاته، في هذه الوضعية الكريمة (السجود) ما هي إلاّ إشارة إلى الخضوع والإعتراف للخالق من طرف المخلوق، فالمسلم إذن يعبر بهذه الطريقة عن خضوعه لله الواحد الذي هو أهل للحمد والعبادة.
المسلم في صلاته يضع جبهته على الأرض، هذه الوضعية الشريفة (السجود) ما هي إلاّ تعبير عن الخضوع والإعتراف للخالق من طرف المخلوق، فالمسلم إذن يعبر بهذه الطريقة عن خضوعه لله الواحد الذي هو أهل للحمد والعبادة.
الإسلام هو الدّين الحق من الله إلى الناس، وإنّه دين جميع الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام).
فالخلاص الحقيقي ليس في أن تستسلم للشهوات الجسدية أو الاجتماعية، ولا أن تعبد الشيطان أو النّاس أو الأصنام،لكنّه في الحقيقة إذعان واستسلام لله الأحد ثمّ القيام بالعمل الصالح : (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنّةَ إِلاّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىَ تِلْكَ أَمَانِيّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ[111] بَلَىَ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [112] ) [سورة: البقرة - الآية:111- 112].
الآن فقط تحقّقت لماذا يقول النّصارى أنّ روح الإسلام هي أصعب روح للإخراج ؛فالإسلام بالنسبة لهم هو الوحيد في هذا العالم بأسره من بين جميع العقائد والديانات والإيديولوجيات الذي يمثّل تحدّيا وخطرا داهما للنّصرانية، لأنّ أكذوبة التثليث –وبكل بساطة-لا يمكن أن تصمد أمام نور التوحيد.
أعزّائي المسلمين وعزيزاتي المسلمات ؛إسمعوا –يرحمكم الله-صرخة الحق هذه من قلب يريد لكم الخير في الحياة الدنيا، والسعادة في الآخرة.
°إن حدث وقال لك نصراني :"يسوع هو الله "، أجبه بأن :"لا إله إلاّ الله".
°وإن قال لك :"الله يتكون من ثلاث "،قل له :
(قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) [سورة: الإخلاص - الآية: 1].
°وإن أصرّ على أن يشرح لك بأنّ :"الأب إله، والابن إله، والروح القدس إله، والثلاثة يكوّنون إلها واحدا،فأجبه بأنّ:
(أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ) [سورة: يوسف - الآية: 39]
(وَقَالُواْ اتّخَذَ الرّحْمَـَنُ وَلَداً [88] لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً [: 89] تَكَادُ السّمَاوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقّ الأرْضُ وَتَخِرّ الْجِبَالُ هَدّاً [90] أَن دَعَوْا لِلرّحْمَـَنِ وَلَداً [91] وَمَا يَنبَغِي لِلرّحْمَـَنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً [92] ) [سورة: مريم - الآية:88- 92]..
°وإن قال لك : "عيسى مات من أجل خلاصك "،قل له :إن كان حقيقة عيسى هو الله، فإنّ الله حيّ لا يموت أبدا!.
°وإن أصرّ وبشّرك بأنّ :"عيسى يدعوك ليغفر لك خطاياك، وأن يحمل خطاياك على الصليب "،قل له :
( وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ) [سورة: آل عمران - الآية: 135]
(وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [سورة: الأنعام - الآية: 164].
(كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [سورة: المدثر - الآية: 38]
° وإن عاند بقوله :"النّصرانية هي دين الحقّ"، أجبه بأنّ :
(إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) [سورة: آل عمران - الآية: 19].
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 85].
° وإن عاند، وأحسست أنّ قلبه يتحجّر، (فَلَمّآ أَحَسّ عِيسَىَ مِنْهُمُ الْكُفْرَ) [سورة: آل عمران - الآية: 52].
،فاعلم أنّه أصبح أو سيصبح وليّا وخادما للشيطان، الذي يدعو ضحاياه ليكونوا من عداد الخاسرين، ومن أصحاب الجحيم، خذ حذرك إذن، لأنّ سلوكهم الفاتن طعم، وكلماتهم المعسولة تحوي على سمّ قاتل، ألا وهو "الشرك".
افرح واحمد الله على هذه النعمة،كن معتزّا من كونك مسلما خاضعا لله، أعلنه حيثما كنت،احكه لأبنائك، أكتبه على طاولة قلبك، وقل لكلّ شخص يعيب عليك انتمائك للإسلام: (قُلْ إِنّنِي هَدَانِي رَبّيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مّلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [161] قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ [162] لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ [163] قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [164] ) [سورة: الأنعام - الآية161 -164].
اعلموا، أعزّائي القرّاء،بأنّ الإسلام سيظل دوما شامخا،حتى وإن كثر أعداؤه، وحتّى وإن كيد له بكل المكائد الممكنة، وسيواصلون الكيد من أجل أن يوهنوه.
لكن الإسلام سيكون دوما منتصرا،لأنّه بكل بساطة دين الله رب العالمين !لذلك فإنّ الكذب وشتّى الأباطيل ستسقط وتضمحل بالرغم من كون أصحابها هم الأقوياء في نظر العالم أجمع :
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَىَ أَمْرِهِ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [سورة: يوسف - الآية: 21].
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ) [سورة: الأنبياء - الآية: 18].
فسبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
اللهمّ فاشهد أنّي بلّغت وأنذرت.