المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد: أختي المسلمة : يسرني عبر هذه العجالة أن أهنئك بشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وشهر الذكر والقرآن . قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من ا لهدى والفرقان )). سورة البقرة ،آية 185. وقال عليه الصلاة والسلام : "أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم "رواه الأمام أحمد والنسائي .
قد جاء شهر الصـوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان شـهر شـريف فيـه نيـل المنى *** وهو طراز فوق كم الزمـان طوبى لمن قـد صامه واتـــقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان ويا هنا مـن قــام في ليــله *** ودمـعه في الخد يحكي الجمان ذاك الــذي قد خصــه ربه *** بجنة الخلـــد وحور حسان هنــاكم الله بشـــهر أتـى *** في مدحه القــرآن نص عيان ولما لاحظت من إضاعة الأوقات والسهر على اللهو والمنكرات في هذا الموسم العظيم من قبل بعض الأخوة والأخوات ولكون المرأة أكثر تأثرا في مثل هذا الموسم ومن باب النصيحة جمعت لها بعض النصائح في رسالة أسميتها "أنيس المرأة في شهر الرحمة". اسأل الله أن ينفع بها الجميع وصلى الله على نبينا محمد.
فضل الصيام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " وقال عليه الصلاة والسلام : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . وقال عليه الصلاة والسلام : "إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" . وقال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله !لا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن م لنار سبعين خريفا" . وقال عليه الصلاة والسلام : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه ، ويقول القران : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " . وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : دلني على عمل أدخل به الجنة قال : "عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له "
وقفة مع الوقت الوقت هو حياتك أيتها المرأة هو عمرك ، وإذا كان ذلك الوقت في موسم الخيرات والبركات ، فكيف يا ترى تمضينه في هذا الشهر ا لكريم ؟ . إننا إذا تأملنا واقع كثير من النساء في رمضان وكيف تقفي وقتها رثينا لحالها وعزيناها، فالنوم في نهار،رمضان يأخذ نصيب الأسد من وقت المرأة المسلمة ثم يأتي في الدرجة الثانية المطبخ ، فنجدها تنام إلى الظهر ثم تبدأ بترتيب المنزل ثم الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار إلى حوالي العصر وبعد العصر إعداد المشروبات ومائدة الإفطار وبعد الإفطار الاستعداد لمأدبة العشاء وبعد العشاء العودة للمطبخ لغسل الأواني ثم الاشتغال بالمسلسلات أو المكالمات الهاتفية الفضولية أو التجول في الأسواق بلا ضرورة ولا حاجة وهكذا! ! . إلى وقت السحور ثم إعداد وجبة السحور ثم النوم ! ! فبالله عليك ! هل استنفدت من شهر الرحمات ؟! هل تعرضت لنفحات الرحمن ؟ ! . وقفة بالله عليك بع بعض السلف وكيف كانوا يحافظون على الأوقات كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف أحرص الناس على كسب الوقت وملئه بالخير، سواء في ذلك عالمهم وعابدهم ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ، ضنا منهم بالوقت ، وحرصا على أن لا يذهب منهم هدرا . نقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد أن رجلا قال له : كلمني فقال له : عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس . يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك ، فإن الزمن متحرك دائب المضي لا يعود بعد مروره فخسارته خسارة لا يمكن تعويضها واستدراكها، لأن لكل وقت ما يملأه من العمل . قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي . وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما . وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، وقال أيضا : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم . وقال عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش يقول : م قمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب ا لحديث ( .
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز *** عليه من الإنفاق في غير واجب فبين اختلاف الليل والصبح معرك *** يكر علينا جيشـه بالعجائـب وقال الوزير بن هبيرة :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظـه *** وأراه أسهل ،ما عليك يضيـع برنامج يومي لاستغلال الشهر: وبعد تلك الوقفة مع الوقت وأهميته يطيب لي أن أرسم لك منهجا يوميا للاستفادة من الوقت في هذا الشهر العظيم : * فبعد صلاة الفجر يمكنك الجلوس في المصلى لقراءة القرآن . وذكر الأوراد الصباحية إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح تم تصلين ركعتين أو أكثر. قال عليه الصلاة والسلام : "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال : "من صلى الصبح ، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين "(10) . * وبعد ذلك لا بأس من أخذ قسط من النوم إلى وقت ذهاب الأولاد إلى المدرسة ، فتعد للأطفال وجبة الإفطار إن كانوا لا يقدرون على الصوم ، مع ملاحظة تعويدهم وتربيتهم على الصيام وحثهم عليه وترغيبهم فيه . روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت : كنا نصومه - أي يوم عاشوراء - بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام اعيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار. * وبعد ذهاب الأولاد للمدرسة الاستفادة أما بسماع شريط إسلامي أو تلاوة قرآن ثم صلاة الظهر وحافظي على السنن الرواتب ، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة" * وبعد صلاة الظهر والنافلة أخذ قسط من القيلولة إلى قبيل العصر ثم صلاة العصر ويا حبذا لو تصليهن قبل الفريضة، قال عليه الصلاة والسلام : "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا" * وبعد صلاة العصر اجتماع عائلي "مجلس ذكر" وذلك بإجراء مسابقة لحفظ سور من القرآن وأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النووية وتشجيع الأولاد على ذلك ومنحهم الجوائز القيمة . قال عليه الصلاة والسلام : "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة" . * وبعد ذلك إعداد وجبة الإفطار، واذكرك بقول الله تعالى : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )) . سورة الإسراء ، الآية : 127 . فلا تبذري وتسرفي ، فكثيرا من المسلمات جعلوا من رمضان عرضا لأصناف المأكولات والمشروبات فتجد على المائدة اكثر من عشرة أصناف من أشكال الطعام وألوانه فالمرأة المفرطة هي التي تقضي اغلب وقتها في المطبخ لإعداد ألوان الطعام فيذهب يومها كأمسها وغدها كيومها وهكذا حتى ينتهي الشهر الكريم وهي حبيسة المطبخ لا تزيد في رصيدها من الدرجات ولا تثقل ميزانها بالحسنات . فيا أختي المسلمة : هذا شهر القرآن والقيام لا شهر الطبخ .والطعام . وتذكري أخواتك المسلمات اللاتي لا يجدن ما يسد رمقهن . وعند الإفطار لا تنسي الدعاء لإخوانك الذين شردوا من ديارهم وأوذوا وقتلوا وهتكت أعراضهم وذلك بالالحاح والتضرع إلى الله قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة ا لمسا فر" . * ثم بعد الإفطار وصلاة المغرب طعام العشاء واستراحة قليلة ثم الاستعداد لصلاة التراويح وحذار من التفريط في صلاة التراويح ويا حبذا لو أديت الصلاة في البيت قال عليه الصلاة والسلام : "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " . وإذا أرادت المرأة الصلاة في المسجد فيجب ملاحظة ما يلي : 1- أن تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل . 2- أن تخرج غير متطيبة . 3- أن لا تخرج متزينة بالثياب والحلي . 4- أن لا تركب مع السائق بمفردها . 5- عدم اصطحاب الأطفال . * ثم بعد صلاة التراويح صلة رحم أو زيارة أخوية وحذار من إضاعة الوقت أمام الأجهزة المدمرة والأفلام الهابطة ، وجليسات السوء اللاتي لا هم لهن إلا الدنيا وأحدث ما نزل للأسواق ، واخرما ابتدع من الموديلات فهن يمتن القلوب الحية ويثبطن ، العزائم العالية فابحثي عمن تعينك على الطاعة وتقربك إلى الرحمن.
عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي * وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، وإن تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام : "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " . وقال عليه الصلاة والسلام : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " .
يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** قد أبصروا الحق وقلبي قد عمي يا حسنهم والليل قد جنـهم *** ونورهم يفـوق نـور الأنجمي ترنموا بالذكر في ليلـــهم *** فعيشهم قـد طـاب بالتـرنم قلوبهم للذكر قـد تفـرغت *** دمــوعهم كلـؤلـؤ منتـظم أسحارهم بهم لم قـد أشرعت *** وخلع الغـفران خـيرالقســم ويحـك يا نفس ألا تيــقظ *** ينفـع قبـل أن تــزل قـدمي مـضى الزمـان في توان وهوى فاستدركي ما قـد بقى واغتنمي * وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين " وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار قال تعالى : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . سورة الذاريات ، الآية : 18 * وأما بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء، وهذه عائشة رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول في العشر فتقول : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر".
أدم الصيام مـع القيــام تعبدا *** فكلاهما عمــلان مقبولان قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنـومـة حائـر ولهان فلـربمـا تـأتي المنيـة بـغتـة *** فتسـاق من فرش إلى أكفان يا حبذا عينـان في غسق الـدجى *** من خشــية الرحمن باكيتان فالله ينزل كـل آخـر ليـلــة *** لسمائه الدنيا بـلا كتمـان فيقـول : هـل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني شهر القرآن قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )). سورة البقرة ، الآية 185. وقال صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " . وقال عليه الصلاة والسلام : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : آلم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" . وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي ، صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان بن عفان يختم القران كل يوم مرة . وكان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة . وكان الزهري إذا دخل رمضان يقول إنما هو تلاوة القران وإطعام الطعام ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يختم القرآن في كل أسبوع ، وإذا أردت أخيتي ختم القرآن كل سبعة أيام فعليك بقراءة ثمان وثمانين صفحة كل يوم تقريبا، فاقتدي رحمك الله بأولئك الأخيار الأطهار واغتنمي ساعات الليل والنهار.
فبادر إلى الخيرات قبل فواتها *** وخالف مراد النفس قبل مماتها تبكي نفوس في القيامة حسرة *** على فوت أوقات زمان حياتها فـلا تغتر بالعز والمال والمنى *** فكم قد بلينا بانقلاب صفاتها أذكار وأدعية مأثورة يطيب لي أن أورد لك بعض الأذكار المهمة والتي غفل عنها كثير من المسلمين قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )) . سورة الأحزاب ، الآيتان : 41 ، 42 . وقال عليه الصلاة والسلام : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا : بلى، قال : "ذكر الله تعالى" . وقال عليه الصلاة والسلام : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " . وقال عليه الصلاة والسلام : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ". وقال عليه الصلاة والسلام : "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة؟. قال : "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عن ألف خطيئة". وقال عليه الصلاة ؟السلام : (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟" فقلت : بلى يا رسول الله قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله ". وقال عليه الصلاة والسلام : "من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا" . وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف " .
عليك بما يفيدك في المعــاد *** وما تنجو به يوم التناد فمالك ليس ينفع فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد ستندم إن رحـلت بغير زاد ***وتشقى إذ يناديك المنـاد فـلا تفـرح بـمال تقتنيه *** فإنك فـيه مـعكوس المراد وتـب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها مـن ذا الرقاد يسـرك أن تكون رفيق قوم *** لـهم زاد وأنـت بغير زاد العمرة في رمضان قال صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي " . فحاولي يا أخية بقدر استطاعتك بان لا يفوتك هذا الأجر العظيم والموسم الكريم . وإذا تيسر لك ذلك فينبغي ملاحظة عدم السفر إلا مع محرم والتفقه في كيفية العمرة الصحيحة وتطبيقها كما فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام . ومن الأمور التي يحسن التنبيه عنها بالنسبة للمرأة في مكة المكرمة ما يلي : عدم إضاعة الأوقات في التسوق والأسواق ، قال عليه الصلاة والسلام : "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسوا قها " . وسئل الشيخ صالح الفوزان عن حكم التردد باستمرار على الأسواق لمعرفة الجديد من السلع والتسابق للفوز بها؟ . وأجاب الشيخ قائلا: مطلوب من المرأة البقاء في بيتها والقيام با عماله وبتربية أولادها ورعايتهم فإنها راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، قال تعالى : (( وقرن في بيوتكن )) أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " وليست معرفة الجديد من السلع حاجة تبرر لها الخروج من بيتها . فالخطر عظيم خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه الشر. وكذلك من الأمور التي يجب التنبيه عليها ليس النقاب الذي انتشر انتشارا مخيفا حتى أن بعضا من النساء الخيرات قمن بلبسه وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتحريم ذلك فقال : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين لا شك أن النقاب كان معروفا في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم وأن النساء كن يفعلنه كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا أحرمت "لا تنتقب " فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب ، ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه بل نرى منعه وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز وهذا أمر كما قاله السائل مشاهد ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب في أوقاتنا هذه بل نرى أنه يمنع منعا باتا وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر وأن لا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد .
فتاوى مهمة س1 - سئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن جواز وضع الحناء على الشعر في أثناء الصيام وهل ذلك يفطر الصائم ؟ . فأجاب حفظه الله بقوله : هذا لا صحة له ، فإن وضيع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره . س 2 سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله . هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلاحيته هو صائم ؟ فأجاب حفظه الله بما نصه : لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئا، بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله تعالى . س 3 ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟ أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله بقوله : من أفطر في رمضان لسفر أو مرض ، أو نحو ذلك ، فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ، وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل ، فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم ، فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبا من تمر أو أرز أو غير ذلك ، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه .
فرصة التوبة في رمضان إن رمضان موسم عظيم فيه تتجلى الرحمات وتقبل الحسنات ويتجاوز ربنا عن السيئات ، فحري بك أخيتي أن تستفيدي من هذا الموسم وذلك بالتوبة إلى الله والعودة إليه . أخيتي : إذا كنت قد ابتليت ببعض المعاصي والذنوب فأبدي بالتوبة من هذا الشهر واجعلي رمضان ميلادك الجديد إلى الاستقامة والصلاح إلى التوبة والفلاح . فإذا أردت أن تسلكي الطريق المستقيم فعليك بما يلي : 1- حافظي على جميع الصلوات في أوقاتها مع السنن الرواتب . 2- ابتعدي عن قرينات السوء . 3- تجنبي سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام . 4- أكثري من قراءة القران . 5- جاهدي وصابري على ذلك . 6- أكثري من الدعاء بقبول التوبة . 7- استمعي إلى الشريط الإسلامي . 8- تعرفي على رفيقات صالحات واحذري مجالس الغيبة والنميمة . 9- ساعدي والدتك في أعمال المنزل . 10- فإن طبقت تلك الأمور فبإذن الله ستكونين من الصالحات القانتات التائبات . قال تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون )) . سورة الأحقاف ، الآيتان 13 ، 14 . وقال عليه الصلاة والسلام : "لله أفرح بتوبة عبده ومن أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة".
هذا ما يسر الله جمعه في هذه الرسالة، أسأل الله أن ينفع به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |