الغضب و الشهوة فإن الغضب هو غول العقل ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة.
ومن ابوابه الحسد والحرص,فمهما كان العبد حريصا على شيء اعماه حرصه واصمه وجعله منقادا للضلال.
فقد كان الحسن يقول :اصول الشر ثلاثة:الحرص ,والحسد,والكبر.فالكبر منع إبليس من السجود لآدم, و الحرص اخرج آدم من الجنة ,و الحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه.
ومن ابوابه كدالك : الشبع من الطعام وإن كان حلالا فإن الشبع يقوي الشهوات,والشهوات من أسلحة الشيطان.
عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أن الخبيث إبليس تبدى ليحيى بن زكريا عليهما السلام فقال له:إني اريد ان أنصحك,قال:كذبت انت لا تنصحني ولكن أخبرني عن بني آدم.
قال إبليس: هم عندنا ثلاثة اصناف,أما صنف منهم ,فهم أشد الأصناف علينا نقبل حتى نفتنه ونستمكن منه.
ثم يفزع إلى الإستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء ادركنا منه.ثم نعود له فيعود فلا نحن نياس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن من ذلك في عناء.
وأما الصنف الآخر,فهم بين ايدينا بمنزلة الكرة في ايدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا فقد كفونا أنفسهم.و أما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر على شيء.فقال له يحيى:على ذاك هل قدرت مني على شيء؟
قال:لاوإلا مرة واحدة فإنك قدمت طعاما تاكله فلم ازل أشهيه لك حتى اكلته أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة ولم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها.
فقال يحيى:لا جزم, لا شبعت من طعام ابدا حتى اموت.
فقال له الخبيث:لا جزم لانصحت آدميا بعدك.