عالم اميرة الحكمة
مرحبا بك ايها الزائر المحترم
سجل ثم انتقل الى بريدك الالكتروني
لتفعيل التسجيل تفحص الرسائل الغير الهامة
نتمنى لك وقت ممتع
عالم اميرة الحكمة
مرحبا بك ايها الزائر المحترم
سجل ثم انتقل الى بريدك الالكتروني
لتفعيل التسجيل تفحص الرسائل الغير الهامة
نتمنى لك وقت ممتع
عالم اميرة الحكمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اقوى منتدى عربي للتعارف والتعلم والضحك, رومنسيات, اغاني, مواضيع شيقة, نقاشات, عالم اميرة الحكمة يرحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة

اذهب الى الأسفل 
+5
اميرة الحكمة
صبر جميل
aali
prnsjo
الاميرة
9 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 12:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(36)
وبعض آيات من سورة الفيل

مصير المعتدين


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ – 1 أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ – 2 وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ – 3 تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ – 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ – 5

قرر أبرهة هدم الكعبة قبلة العرب وبناء بيت في اليمن يحج إليه الناس..
ولكن الواقع أن الكعبة هي بيت الله الحرام الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل...وأنه قبلة الإسلام أخر رسالات الله تعالى إلى أهل الأرض..

استطاع إبرهة حصار مكة وأخذ أموالهم مستعينا بذلك بجيش كبير وفيل ضخم...

قال ابن إسحاق : وكان عبد المطلب ( جد النبي صلى الله عليه وسلم ) أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم . فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه , وأكرمه عن أن يجلسه تحته , وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه . فنزل أبرهة عن سريره , فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه . ثم قال لترجمانه : قل له : ما حاجتك ? فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
فلما قال ذلك , قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك , ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ! أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ? قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل . وإن للبيت رب سيمنعه .
قال أبرهة : ما كان ليمتنع مني . قال عبد المطلب : أنت وذاك ! . . فرد عليه إبله...

ثم انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر , وأمرهم بالخروج من مكة , والتحرز في شعف الجبال . ثم قام فأخذ بحلقة باب الكعبة , وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه .

فأما أبرهة فوجه جيشه وفيله لما جاء له .
فبرك الفيل دون مكة لا يدخلها , وجهدوا في حمله على اقتحامها فلم يفلحوا .

ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده , فأرسل عليهم جماعات من الطير تحصبهم بحجارة من طين وحجر , فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة . كما يحكي عنهم القرآن الكريم . . وأصيب أبرهة في جسده ,وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة , حتى قدموا به صنعاء , فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات.... . .

*****

وهذه الحادثة ثابتة بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية حين بركت ناقته القصواء دون مكة , فقالوا : خلأت القصواء ...فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خلأت القصواء , وما ذاك لها بخلق , ولكن حبسها حابس الفيل .

*******

فلله جند من كل شيء ..

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد ....

وليست في الكون قوة إلا وهي خاضعة لقوته .

فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت , أرسل الله عليه من الطير ما يوصل إليه مادة الجدري أو الحصبة , فأهلكته وأهلكت قومه , قبل أن يدخل مكة .
وهي نعمة غمر الله بها أهل حرمه - حفظا لبيته , حتى يرسل من يحميه بقوة دينه - صلى الله عليه وسلم - ..

فقد كان الله - سبحانه - يريد بهذا البيت أمرا . كان يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمنا ; وليكون نقطة تجمع للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة , في أرض حرة طليقة , لا يهيمن عليها أحد من خارجها , ولا تسيطر عليها حكومة قاهرة تحاصر الدعوة في محضنها . ويجعل هذا الحادث عبرة ظاهرة مكشوفة لجميع الأنظار في جميع الأجيال ...

*******


فالحادث كان معروفا للعرب ومشهورا عندهم , حتى لقد جعلوه مبدأ تاريخ . يقولون حدث كذا عام الفيل , وحدث كذا قبل عام الفيل بعامين , وحدث كذا بعد عام الفيل بعشر سنوات . .
والمشهور أن مولد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] كان في عام الفيل ذاته . ولعل ذلك من بدائع الموافقات الإلهية المقدرة...

وإذن فلم تكن السورة للإخبار بقصة يجهلونها , إنما كانت تذكيرا بأمر يعرفونه , المقصود به ما وراء هذا التذكير ....

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ – 1

ثم أكمل القصة بعد هذا المطلع في صورة الاستفهام التقريري كذلك
( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ – 2
). . أي ألم يضل مكرهم فلا يبلغ هدفه وغايته , شأن من يضل الطريق فلا يصل إلى ما يبتغيه . .
ولعله كان بهذا يذكر قريشا بنعمته عليهم في حماية هذا البيت وصيانته , في الوقت الذي عجزوا هم عن الوقوف في وجه أصحاب الفيل الأقوياء .

******

ونصر الله تعالى لرسوله وللمؤمنين كان إمتدادا لحماية البيت وعقيدة التوحيد إلى قيام الساعة ..
قال تعالى في سورة التوبة :

إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - 40

*******

قال تعالى في سورة الفتح :
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا – 7

*******

وجنود الله كثيرة منها الرياح ومنها الصاعقة ومنها الملائكة ومنها الطير الأبابيل ومنها الميكروبات ..ومهما حاولنا أن نحصي لم نصل إلى حصر..
قال تعالى في سورة المدثر :

وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ...31

قال تعالى في سورة العنكبوت :
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ - 40


******






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 12:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(37)
وبعض آيات من سورة قريش

نعمة القوت والأمن

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ – 1 إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ – 2 فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ – 3 الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ – 4

كان حديثنا في اللقاء السابق عن هلاك المعتدين على الكعبة المشرفة التي حماها الله تعالى لتكون القبلة الدائمة لخير أمة أخرجت للناس...

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ – 1 إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ – 2

قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.
فأهلك الله أصحاب الفيل ، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموا قريش ، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا .

ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة، ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى.
فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة...

********


وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده ، قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها..
الراوي: عبدالله بن محصن و أبو الدرداء و عبدالله بن عمر - المصدر: صحيح الجامع

فنعمة الأطعام مكفولة لكل البشر, ولكن بسب طغاة البشر يعم الفقر على البلدان الفقيرة .
إن جشع التجار والمحتكرين يحول بين وصول السلع رخيصة لأيدي الفقراء ..فإن المحتكر يفضل إلقاء السلعة في البحر ولا يستفيد بها الفقراء..

ولذلك حرم الإحتكار في الإسلام ...ففي الأثر..
من احتكر القمح أربعين يوما سمي محتكراً ولو تصدق به ما تقبل منه...
وحين يعم الرخاء على بلد ما فإن ذلك يعد من أعظم النعم بعد الإيمان بالله تعالى..

أما نعمة الأمن فهي سعادة لا يدركها إلا من حرم الأمن ..فكل يوم نسمع ونرى القتلى للأطفال والنساء والشيوخ والشباب في بلدان ساد فيها الطغاة وتسلطوا على شعوبهم بالفقر والجهل ومن يرفع الرأس منهم يأخذ بالقمع والإعتقالات.
وحين يعم الأمن والعدل والاستقرار بين أمة ما..فإن ذلك يعد من أعظم النعم بعد الإيمان ونعمة الإكتفاء في المطعم والمشرب ..

فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ – 3 الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ – 4

هل أدركنا قيمة النعم وعلى رأسها نعمة الأطعام ونعمة الأمن..
وكيف سخر الله تعالى الكون من حولنا لخدمة الإنسان , فمنذ ملايين السنين والشمس مسخرة لخدمة الأرض ومن عليها , وكذلك الأرض تخرج خيراتها منذ ملايين السنين بإذن ربها إلى يوم القيامة.

فسبحان ربي العظيم.

اللهم لك الحمد على ما أنعمت به وأوليت..

*******


مع الجزء الثلاثون
(38)
وبعض آيات من سورة الماعون

من المكذب بالدين ؟

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ – 1 فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ – 2 وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ – 3 فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ – 4 الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ – 5 الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ – 6 وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ – 7


حقيقة الإسلام هي الرحمة والعطاء والبذل والتضحية والفداء والشهامة والكرامة والعزة في الحق..
وهذا منطقي مقابل نعم الله التي لا تعد ولا تحصى على الإنسان.

فالإنسان يهلك بدون عطاء الله المستمر له , وعطاء الله تعالى لا ينقطع عن الإنسان ..فمنذ أن كان في بطن أمه ويأتيه المدد من الله تعالى وبعد أن نزل إلى الدنيا مازال المدد ينزل إليه والنعم تحيطه من كل جانب...

فالمؤمن إذا إستشعر ذلك إنعكس على سلوكه في البذل والعطاء وخاصة على اليتامى والمساكين.. وكلما زاد في العطاء كلما أعطاه الله وبارك له في ماله وعمره وولده..
قال تعالى في سورة إبراهيم :


وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ – 7


والشكر: هو اعتراف القلب بنعم الله والثناء على الله بها وصرفها في مرضاة الله تعالى... وكفر النعمة ضد ذلك.


وفي الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


ما نقص مال من صدقة , ولا زاد الله عبدا يعفو إلا عزا, ومن تواضع لله رفعه الله...
المصدر: تفسير القرآن لإبن كثير- خلاصة حكم المحدث: صحيح



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


أنا و كافل اليتيم له أو لغيره في الجنة ، و الساعي على الأرملة و المسكين ، كالمجاهد في سبيل الله..
الراوي: عائشة و أبو هريرة - خلاصة حكم المحدث: صحيح
المصدر: صحيح الجامع للالألباني - الصفحة أو الرقم: 1476

هذا هو دين الإسلام

أما القسوة على الضعفاء واليتامى والفساد والبخل ومنع الخير عن الناس , وإضاعة الصلاة كل ذلك تكذيب بالدين وتكذيب بيوم الحساب فكل ذلك ليس من الدين.


وتوضح سورة الماعون هذه الصور السيئة للمنافقين.

يقول تعالى ذامًا لمن ترك حقوقه وحقوق عبادة: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ أي : بالبعث والجزاء ، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل .
﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ أي : يدفعه بعنف وشدة ، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابًا ، ولا يخشى عقابًا .
﴿ وَلَا يَحُضُّ ﴾ غيره ﴿ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين...
﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ أي : الملتزمون لإقامة الصلاة ، ولكنهم ﴿ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ أي : مضيعون لما تنهى عنه الصلاة – قال تعالى في سورة العنكبوت : ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ - 45 ﴾ .. والتاركون لوقتها ، والمفوتون لأركانها وهذا لعدم اهتمامهم بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة ، التي هي أهم الطاعات وأفضل القربات..


ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: ﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴾ أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس.
﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ أي : يمنعون إعطاء الشيء، الذي لا يضر إعطاؤه على وجه العارية، أو الهبة، كالإناء، والدلو، والفأس، ونحو ذلك، مما جرت العادة ببذلها والسماحة به .
فهؤلاء - لشدة حرصهم وبخلهم - يمنعون الماعون ، فكيف بما هو أكثر منه. فلا تستقيم الحياة بهذا السلوك المانع للخير ,
ولكن تستقيم الحياة بالإخلاص لله في جميع الأعمال وخاصة العبادات وعلى رأسها الصلاة . والزكاة . مع الرحمة باليتامى والسعي على الأرملة والمساكين..

*******
مع الجزء الثلاثون
(39)
وبعض آيات من سورة الكوثر

الْكَوْثَر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ – 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ – 2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ – 3

تحدثنا في اللقاء السابق عن الذين يراءون ويمنعون الماعون. ونتحدث اليوم بعون الله عن الإخلاص - فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ - , وهذا الترتيب المعجز في القرآن العظيم نلاحظه كثيرا من أول سورة في المصحف الشريف إلى أخر سورة.


والإخلاص هو الشرط الأساسي لقبول العمل عند الله تعالى..وهو أساس كل معاملات المؤمن ..

والآيات تتحدث عن صلاة عيد الآضحى , ثم ذبح الأضحية . وهي من أوقات الحج ..

روي مسلم عن جندب بن عبدالله قال:

شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قضى صلاته بالناس ، نظر إلى غنم قد ذبحت . فقال : ( من ذبح قبل الصلاة ، فليذبح شاة مكانها . ومن لم يكن ذبح ، فليذبح على اسم الله ) .

الراوي: جندب بن عبدالله - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1960
خلاصة حكم المحدث: صحيح


والتأكيد على الإخلاص في فريضة الحج جاء في سورة البقرة ثانية سور القرآن العظيم في الترتيب ..
قال تعالى :

وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ,


فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ, فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ, فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ, وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ – 196

يستدل بقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ,

بوجوب الإخلاص لله تعالى في أداء الحج والعمرة, حيث يعود الحاج إلى دياره بعد أداء المناسك كيوم ولدته أمه..خاليا من الذنوب...

******

يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه : ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له ﴿ الكوثر ﴾ ومن الحوض..

فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور .

هو واجده في النبوة . في هذا الاتصال بالحق الكبير , والوجود الكبير . الوجود الذي لا وجود غيره ولا شيء في الحقيقة سواه . وماذا فقد من وجد الله ?

وهو واجده في هذا القرآن الذي نزل عليه . وسورة واحدة منه كوثر لا نهاية لكثرته , وينبوع لا نهاية لفيضه وغزارته..
وهو واجده في الملأ الأعلى الذي يصلي عليه , ويصلي على من يصلي عليه في الأرض , حيث يقترن اسمه باسم الله في الأرض والسماء .

وهو واجده في سنته الممتدة على مدار القرون , في أرجاء الأرض . وفي الملايين بعد الملايين السائرة على أثره , وملايين الملايين من الألسنة والشفاه الهاتفة باسمه , وملايين الملايين من القلوب المحبة لسيرته وذكراه إلى يوم القيامة .

وهو واجده في الخير الكثير الذي فاض على البشرية في جميع أجيالها بسببه وعن طريقه . سواء من عرفوا هذا الخير فآمنوا به , ومن لم يعرفوه ولكنه فاض عليهم فيما فاض ..

*****

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية ، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.

﴿ إِنَّ شَانِئَكَ ﴾ أي: مبغضك وذامك ومنتقصك ﴿ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
ولقد صدق فيهم وعيد الله . فقد انقطع ذكرهم وانطوى . بينما امتد وعلا ذكر نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
ونحن نشهد اليوم مصداق هذا القول الكريم , في صورة باهرة واسعة المدى كما لم يشهدوه سامعوه الأولون ...

إن الإيمان والحق والخير لا يمكن أن يكون أبتر . فهو ممتد الفروع عميق الجذور . وإنما الكفر والباطل والشر هو الأبتر مهما ترعرع وزها وتجبر . .

وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم .


********
مع الجزء الثلاثون
(40)
وبعض آيات من سورة الكافرون

الحرية

الحرية هي الركيزة الأولى والأهم في الإسلام
وندرك ذلك من أول آيات القرآن العظيم إلى أخرها.

قال تعالى في سورة البقرة :


لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ - 256


يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر غامض وبغيض..
وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي ..

ولعل المتتبع لهذه السلسلة يدرك ذلك..

فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره، وأما من كان سيئ القصد فاسد الإرادة، خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل، ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح، فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه، والمكره ليس إيمانه صحيحا...

فالإنسان خلق حرا في إختيار العقيدة..وفي مقابل هذه الحرية يكون الحساب يوم الدين..

فالمسلمون أحرار في تطبيق شريعة الله التي فرضها عليهم وهم أحرار في التزام العدل والحق ومكافحة الفساد ..وهم أحرار في أداء شعائر دينهم..


ولكن وجد من البشر من يتصدى لدعوة الإسلام في مهدها ..إلى أن نصر الله تعالى دولة الإسلام ومكن للمؤمنين حكم دولتهم ونشر الحرية في العقيدة والعدل في الحكم بين الناس.

قال تعالى في سورة الممتحنة :


لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ - 8 إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - 9

******

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ – 1 لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ - 2 وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ -3 وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ – 4 وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ - 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ – 6

قل للكافرين معلنا ومصرحًا ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ أي: تبرأ مما يعبدون من دون الله،في الحاضر ظاهرًا وباطنًا.

﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ فعبادتكم لغير الله لا تتفق مع عبادتي لله تعالى خالق الكون ..

( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ) وأيضا لا أعبد ما عبدتم في الماضي من دون الله..- فعقائد الشرك كثيرة ومختلفة عبر العصور , فمنهم من عبد الكواكب , ومنهم من عبد النجوم , ومنهم من عبد العجل, ومنهم من عبد الأصنام , ومنهم من عبد الصالحون , ومنهم من عبد الأنبياء..

وهكذا فإن عقائد الشرك مختلفة ومتنوعة .. فالمؤمن لا يعبد ما عبد المشركون في الماضي ولا يعبد ما يستحدث من أوثان في المستقبل..

وهكذا كان طريق الإيمان واضح المعالم لا لبس فيه..

( وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) فعبادتي لله تعالى خالق الكون واحدة وثابتة لا تتغير - فعقيدة التوحيد من لدن أدم وعبر جميع الأنبياء إلى نبينا صلوات ربي وسلامه عليهم هي ( لا إله إلا الله )

ولهذا ميز الله تعالى بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال : ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

كما قال تعالى في سورة الإسراء :

﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا – 84 ﴾

أي: يعمل على ما يليق به من الأحوال، إن كان من الصفوة الأبرار، يعمل مخلصا لرب العالمين.
ومن كان من غيرهم ، لم يناسبهم إلا العمل للمخلوقين ، ولم يوافقهم إلا ما وافق أغراضهم .

وقال تعالى في سورة يونس :

( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ,
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ – 41 )

وقال تعالى في سورة الحجرات :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ – 13 )

ويظهر الحق جليا في ظل هذه المبادئ الرفيعة في الحوار , تحميها قوة العدل والحرية والمساواة.. رغم الأختلاف في العقائد والمبادئ.

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾


*******

مع الجزء الثلاثون
(41)
وبعض آيات من سورة النصر


إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ - 1
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا - 2
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا – 3


هذه السورة تحمل البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا.. والتوجه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار . .

ثم تكشف في الوقت ذاته عن طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج , ومدى ما يريد أن يبلغ بالبشرية من الرفعة والكرامة والتجرد والخلوص , والانطلاق والتحرر .

وبناء على هذا الإيحاء يتحدد شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه بإزاء تكريم الله لهم , وإكرامهم بتحقيق نصره على أيديهم .
إن شأنه صلى الله عليه وسلم - ومن معه - ومن تبعهم إلى يوم الدين - هو الإتجاه إلى الله بالتسبيح وبالحمد والاستغفار في لحظة الانتصار .

التسبيح والحمد على ما أولاهم من منة بأن جعلهم أمناء على دعوته حراسا لدينه . وعلى ما أولى البشرية كلها من رحمة بنصره لدينه , وفتحه على رسوله ودخول الناس أفواجا في هذا الخير الفائض العميم , بعد العمى والضلال والخسران .


وهذا كان أدب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته كلها , وفي موقف النصر والفتح الذي جعله ربه علامة له . . انحنى لله شاكرا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة . مكة التي آذته وأخرجته وحاربته ووقفت في طريق الدعوة تلك الوقفة العنيدة . . فلما أن جاءه نصر الله والفتح , نسي فرحة النصر وانحنى انحناءة الشكر , وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه , وجعل يكثر من التسبيح والحمد والاستغفار كما وردت بذلك الآثار .

وفي الحديث الشريف :

قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قوله : " سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه " وقال : " إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي , وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان توابا ; فقد رأيتها "...
رواه أحمد ومسلم في صحيحه..

وكانت هذه سنته في أصحابه من بعده , رضي الله عنهم أجمعين .
وهكذا ارتفعت البشرية بالإيمان بالله , وهكذا أشرقت وشفت ورفرفت , وهكذا بلغت من العظمة والقوة والانطلاق . .

ولعلنا نلاحظ اليوم تفوق الإسلامين حين تحررت الإرادة الشعبية من التسلط والفساد , فبعد أن كانوا رهن الإعتقالات والسجون والتعذيب والتهميش , من الله عليهم بالنصر وأيدهم بنصره وبالشعوب المتعطشة للحرية والعدالة والتنمية ..
فهل نستطيع أن نحمل المسؤلية كما حملها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . حيث سادوا العالم تفوقا وحضارة وأخلاقا..؟؟

إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ - 1
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا - 2
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا – 3

********
مع الجزء الثلاثون
(42)
وبعض آيات من سورة المسد

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ – 1 مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ – 2 سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ – 3 وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ – 4 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ – 5

كان اللقاء السابق مع أنوار أواخر مانزل من القرآن العظيم وهي سورة النصر وهي تبشر رسولنا الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه - بنصر الله وفتحه ودخول الناس في دين الله أفواجا.. بعد طول عناء وجهاد طويل منذ أن نزل عليه الوحي.

واليوم نواصل بعون الله تعالى مع أوائل ما نزل من الوحي ليلتقيا ويتبين لنا الإعجاز الترتيبي لسور القرآن العظيم .

فقد حكمت الآيات في مصير أبي لهب وامرأته أمام أهل مكة والناس جميعا , وكان في إمكان أبي لهب أن يقول ولو نفاقا أمنت .. ويطعن في الرسالة ولكن قدرة الله العظيم وعلمه بما كان وما سيكون , أكبر من هذا الكائن الإنساني الضعيف المتكبر على الحق الرافض لرسالة الله .
فكان الجزاء من جنس العمل..وهذا من إعجاز القرآن العظيم.

وأبو لهب - [ واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ] هو عم النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وإنما سمي أبو لهب لإشراق وجهه , وكان هو وامرأته "أم جميل" من أشد الناس إيذاء لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وللدعوة التي جاء بها . .

قال ابن اسحاق : " حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال : سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول : " إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يتبع القبائل , ووراءه رجل أحول , وضيء الوجه ذو جمة , يقف رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] على القبيلة فيقول : " يا بني فلان . إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا , وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به " وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان . هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقمس , إلى ما جاء به من البدعة والضلالة , فلا تسمعوا له , ولا تتبعوه . فقلت لأبي : من هذا ? قال عمه أبو لهب . [ ورواه الإمام أحمد والطبراني بهذا اللفظ ] .


فهذا نموذج من نماذج كيد أبي لهب للدعوة وللرسول [ صلى الله عليه وسلم ] , وكانت زوجته أم جميل في عونه في هذه الحملة الدائبة الظالمة . [ وهي أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان ] .

ولقد اتخذ أبو لهب موقفه هذا من رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] منذ اليوم الأول للدعوة .

أخرج البخاري - بإسناده - عن ابن عباس , أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] خرج إلى البطحاء , فصعد الجبل فنادى: " يا صباحاه " فاجتمعت إليه قريش ,
فقال : أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ? أكنتم مصدقي ? قالوا : نعم .
قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " .

فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ? تبا لك . فأنزل الله ( تبت يدا أبي لهب وتب . . .) الخ . وفي رواية فقام ينفض يديه وهو يقول: تبا لك سائر اليوم . ألهذا جمعتنا ?! فأنزل الله السورة .

وهكذا دون تفكير رفض "إبو لهب" الإيمان والتدبر في الأمر من الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم..الذي أشهدهم على صدقه وبإعترافهم أنه الصادق الذي لم يجربوا عليه كذب قط .

وياليت كان من أبي لهب الرفض والسكوت ولكنه وامرأته ناصبا الرسول - صلى الله عليه وسلم – العداء والأذى وكأنهما شياطين الإنس توسوس في صدور الناس لتصدهم عن دعوة الحق حسدا من عند أنفسهم..

فالحق واضح لا يزيغ عنه إلا هالك .

أن للكون إله خالق مدبر يمده بمقومات حياته. وقدر سبحانه أن الدنيا دار إختبار ..وأن الموت مصير كل إنسان . وأن البعث حقيقة, كما أنشأكم أول مرة, وأن يوم الحساب أت ليجزى كل إنسان عن أعماله التي قدمها في دنياه في ظل عقيدة الإيمان بالله الواحد, وكتبه ورسله وملائكته وبالقدر خيره وشره.. وجميع فرائض الإيمان..

أما الجانب الأخر وهو الكفر والشرك , فلا بد من إلغاء عقله ليصدق أن الأصنام تضر أو تنفع ..أو أن الكون خلق نفسه ..أو أن أحدا من الناس هو الخالق ..أو أن النجوم أو الكواكب هي الخالقة..فيجب أن يكون الإنسان فاقدا للعقل حتى يصدق هذا..

فالتكبر على الحق والكفر والشرك طريق الهلاك في الدنيا والأخرة.

وتعالوا للنظر لبعض نماذج الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما أجمع بنو هاشم بقيادة أبي طالب على حماية النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ولو لم يكونوا على دينه , تلبية لدافع العصبية القبلية , خرج أبو لهب على إخوته , وحالف عليهم قريشا , وكان معهم في الصحيفة التي كتبوها بمقاطعة بني هاشم وتجويعهم كي يسلموا لهم محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] .

وكان قد خطب بنتي رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] رقية وأم كلثوم لولديه قبل بعثة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما حتى يثقل كاهل محمد [ صلى الله عليه وسلم ] بهما !

وهكذا مضى أبو لهب هو وزوجته أم جميل يثيرانها حربا شعواء على النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وعلى الدعوة , لا هوادة فيها ولا هدنة .

وكان بيت أبي لهب قريبا من بيت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فكان الأذى أشد .

وقد روي أن أم جميل كانت تحمل الشوك فتضعه في طريق النبي ; وقيل : إن حمل الحطب كناية عن سعيها بالأذى والفتنة والوقيعة .

فنزلت هذه السورة ترد على هذه الحرب المعلنة من أبي لهب وامرأته .

وتولى الله - سبحانه - عن رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] أمر المعركة !

( تبت يدا أبي لهب وتب ). . والتباب الهلاك والبوار والقطع . ( تبت ) الأولى دعاء . ( وتب ) الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء . ففي آية قصيرة واحدة في مطلع السورة تصدر الدعوة وتتحقق , وتنتهي المعركة ويسدل الستار !

فأما الذي يلي آية المطلع فهو تقرير ووصف لما كان .
( ما أغنى عنه ماله وما كسب ). . لقد تبت يداه وهلكتا وتب هو وهلك . فلم يغن عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار .

ذلك - كان - في الدنيا . أما في الآخرة فإنه : ( سيصلى نارا ذات لهب ). . ويذكر اللهب تصويرا وتشخيصا للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها .

( وامرأته حمالة الحطب ). . وستصلاها معه امرأته حالة كونها حمالة للحطب . . وحالة كونها : ( في جيدها حبل من مسد ). . أي من ليف . . تشد هي به في النار . أو هي الحبل الذي تشد به الحطب . على المعنى الحقيقي إن كان المراد هو الشوك . أو المعنى المجازي إن كان حمل الحطب كناية عن حمل الشر والسعي بالأذى والوقيعة .

قال ابن إسحاق : فذكر لي أن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن , أتت رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وهو جالس في المسجد عند الكعبة , ومعه أبو بكر الصديق , وفي يدها فهر [ أي بمقدار ملء الكف ] من حجارة .
فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فلا ترى إلا أبا بكر . فقالت: يا أبا بكر . أين صاحبك ? قد بلغني أنه يهجوني . والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه . أما والله واني لشاعرة . ثم قالت: مذمما عصينا وأمره أبينا ..

ثم انصرفت . فقال أبو بكر: يا رسول الله , أما تراها رأتك ? فقال: ما رأتني , لقد أخذ الله ببصرها عني . .

وهكذا إن الله يدافع عن رسوله والذين أمنوا.

واليوم نرى ونسمع كثير من السفهاء يتطاولون بالأذى على خير الأنام صلى الله عليه وسلم ..
ونحذرهم بهذه الآيات ونقول لهم أنتم أهون من أبي لهب . فتداركوا أمركم وعودوا إلى المنطق والحق والعدل ودعوكم من التعصب الأعمى الذي يدل على عدم الإدراك للحق ولمكارم الأخلاق.

فنصر الله أت لدينه وعباده المؤمنين .

قال تعالى في سورة الصف :

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ – 8 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ – 9


*********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 12:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(43)
وبعض آيات من سورة الإخلاص

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ – 1 اللَّهُ الصَّمَدُ – 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ – 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ – 4

فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.

إن دعوة التوحيد هي رسالة الله تعالى لجميع البشر فالكل مدعو للإيمان بالله الها واحدا لا شريك له , والإيمان باليوم الأخر, والملائكة, وكتب الله , و رسله..صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, وبالقدر خيره وشره..
وبهذا الإيمان يولد الإنسان من جديد , حيث تمحي السيئات , ويبدأ صفحة جديدة بالأعمال الصالحة..التي تنعكس على جميع معاملاته ..فهو يستشعر بوجد ربه في كل أفعاله وسكناته ..وفي هذا الكون العظيم من حوله.

******

إن حقيقة التوحيد في الإسلام تقوم على مرجعية ثابتة
ألا وهي الوحي الإلهي
أولها كتاب الله القرآن الكريم , ثانيا الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهذه المرجعية أنقذت الإنسان من التخبط والقول بغير علم....
حيث أن المنهج القرآني يبعد العقل الإنساني عن الوهم...
فلا سبيل للعقل البشري للخوض في أمر أكبر من تصوره المحدود.

فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن العظيم على قلب خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه لتوضيح تلك الحقيقة مبينا آلاء الله تعالى في الكون والأنفس ودلائل التوحيد..


*******

ودعوة التوحيد شملت أهل الأرض جميعا وخاصة أهل الكتاب الذي كان من المفترض أن يكونوا أول مؤمن بالرسالة الخاتمة.

قال تعالى في سورة سبأ

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ - 28

وقال تعالى في سورة ال عمران :

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ – 64.

قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا: وهي أن نَخُص الله وحده بالعبادة, ولا نتخذ أي شريك معه. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم - أيها المؤمنون - : اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى رسالة التوحيد.

****

ومن خصائص الآلهية , الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة...

﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ أي: المقصود في جميع الحوائج.
فجميع الخلائق مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه سبحانه الكامل في أوصافه ، العليم المطلق ، الحليم بعباده ، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن علوه وكماله أنه ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ لكمال غناه ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.

فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.

عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم , لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة . رواه الترمذي

وقال تعالى في سورة النساء :

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا -116

********

إن دعوة التوحيد هي دعوة جميع الرسل .

قال تعالى في الأعراف :

لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عظيم – 59

وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تتقون – 65

وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم – 73

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين - 85

وهكذا ندرك أهمية العقيدة الصحيحة في حياة الإنسان سواء في الدنيا والآخرة.

فعقيدة التوحيد كما تنجي الإنسان في الدنيا من التمزق النفسي والعبودية لغير الله والإنحطاط الأخلاقي بسبب الشرك فإنها تنجيه في الأخرة من العذاب ..

قال تعالى في سورة الطور :

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ - 28 وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ - 29 يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ -30 وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ - 31 وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ – 32 قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ – 33 فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ – 34

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ– 35

******


ولله تعالى صفات الجلال والجمال والكمال

قال تعالى في سورة الحشر :

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ – 22
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ - 23
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ – 24


( الله ) هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها,
وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى ,
فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية .. المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته ...وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور..

فالله تبارك وتعالى هو( الملك ) المطلق حيث يستغني عن كل شئ , وملكه دائم لا يزول . وهو المالك للملك لأنه هو خالق للملك والملكوت..
فهو سبحانه القدوس المنزه عن كل وصف يدركه الحس , أو يتصوره الخيال, أو يسبق إليه وهم , أو يختلج به ضمير , أو يقضي به تفكير .

وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك .

( السلام ) وكل مافي الوجود من سلامة فهي صادره منه ..
فهو السلام الذي ينجي المؤمنين من العذاب .

( المؤمن ) الذي أعطى الأمان للخلق..

( المهيمن ) هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وحركاتهم وسكناتهم .

( العزيز ) المطلق الممتنع عن الإدراك سبحانه ليس كمثله شئ
المرتفع عن أوصاف الممكنات .
( الجبار ) الذي تنفذ مشيئته على جميع المخلوقات , والكون جميعا يسير بإرادته , والجبار الذي يجبر أحوال خلقه فيصلحها ,
فالكل يذعن إليه والكل يخشع له .

( المتكبر ) فالكبرياء لله تعالى وحده وذلك لإستحقاقه نعوت الجلال وصفات الكمال , سبحان المتكبر ذو الجلال والإكرام .

( الخالق البارئ المصور ) هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير. فكل العوالم مفتقر لذلك .

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ – 24

****

اليقين

فإذا أيقن القلب عقيدة التوحيد ....فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الأغلال. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة.

وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟

ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله تعالى ؟

كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت، وبه تأثرت.. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني.
ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائماً ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله تعالى:

وما رميت إذ رميت ولـكن الله رمى -17 الأنفال

وما النصر إلا من عند الله – 126 ال عمران

وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ – 29 التكوير

والآيات كثيرة في هذا الموضوع.

وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده ما يرهب...

فعقيدة التوحيد هي منهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة. في السراء والضراء في النعماء والبأساء.

ومنهج للتلقي عن الله وحده. تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين، والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم، والآداب والتقاليد.

ومنهج للتحرك والعمل لله وحده.. ابتغاء القرب من الحقيقة، وتطلعاً إلى الخلاص من الحواجز المعوقة والشوائب المضللة. سواء في قرارة النفس أو فيما حولها من الأشياء والنفوس. ومن بينها حاجز الذات، وقيد الرغبة والرهبة لشيء من أشياء هذا الوجود .

فالإيمان بالله الواحد هو تفسير للوجود، ومنهج للحياة. وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر في الضمير. إنما هو الأمر كله ، والدين كله , وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب.

والانحرافات التي أصابت أهل الكتاب من قبل، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم، نشأت أول ما نشأت عن انطماس صورة التوحيد الخالص. ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات.


*******

مخاطبة الفطرة والعقل والمنطق والضمير

إن الفطرة السليمة للإنسان لا تقبل الشرك ولا تقبل الكفر.
وكذلك العقل والمنطق والضمير.

قال تعالى في سورة النمل:

قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ – 59

أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ – 60

أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ – 61

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ – 62

أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ – 63

أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ – 64

قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ – 65

بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ – 66

******

وعد الله لعباده الموحدين
العاملين بمقتضى الإيمان

قال تعالى في سورة النور :

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا

يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ -55

*******

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ – 1 اللَّهُ الصَّمَدُ – 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ – 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ – 4

********

مع الجزء الثلاثون
(44)
وبعض آيات من سورة الفلق


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ – 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ – 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ – 3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ – 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ – 5

﴿ قل ﴾ متعوذًا ﴿ أَعُوذُ ﴾ أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم ﴿ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ أي : فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.


قال تعالى في سورة الأنعام :


إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ -95
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ -96


*******


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ – 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ – 2



هذا توجيه من الله تعالى للمؤمنين للعياذ بكنفه , واللياذ بحماه , من كل مخوف : خاف وظاهر , مجهول ومعلوم , على وجه الإجمال وعلى وجه التفصيل . . وكأنما يفتح الله - سبحانه - لهم حماه , ويبسط لهم كنفه , ويقول لهم , في مودة وعطف : تعالوا إلى هنا . تعالوا إلى الحمى . تعالوا إلى مأمنكم الذي تطمئنون فيه . تعالوا فأنا أعلم أنكم ضعاف وأن لكم أعداء وأن حولكم مخاوف , وهنا الأمن والطمأنينة والسلام في ظل شريعة الله وكلام الله القرآن العظيم. .

﴿ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها ، من الشر الذي تحدثه تجاهك ، ثم خص بعد ما عم، فقال : ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ أي : من شر ما يكون في الليل ، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه شلل الإجرام والفساد يعتدون على الأمنين وتنتشر كثير من الأرواح الشريرة ، والحيوانات المؤذية.

فإذا لجأت إلى خالق الكون كفاك تلك الشرور وأمنك..

﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ أي : ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد ، التي يعقدنها على السحر.

فالحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة القرآن العظيم كلام الله .
نعوذ بكلمات الله التامة من شر كل شيطان وهامة ومن شر كل عين لامة..
نعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق ..

******

مواجهة الحسد

﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب. فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شر ذلك الحاسد ، وإبطال كيده .

وأمة الإسلام تتعرض للحسد من أول يوم بدأت فيه الدعوة, إلى يومنا هذا , فكل ذي نعمة محسود.
وقد بدأ الحسد من "إبليس اللعين" على أبينا أدم عليه السلام, يوم أن رفض السجود لإدم وقال أنا خير منه.
وقد دب الحسد في بعض قلوب أهل الكتاب على الخير المنزل على المؤمنين من الله تعالى , فكان من المفترض أن يؤمنوا وينعموا مع المؤمنين بنور الهداية ولكنهم حاولوا رد المؤمنين عن الإيمان حسدا من عند أنفسهم..

قال تعالى في سورة البقرة :


وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا - حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ - مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 109

وقال تعالى في سورة النساء :


أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا - 51 أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا – 52 أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا - 53


أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ


فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا - 54


وهذا من قبائح بعض أهل الكتاب وحسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، أن أخلاقهم الرذيلة وطبعهم الخبيث، حملهم على ترك الإيمان بالله ورسوله، والتعوض عنه بالإيمان بالجبت والطاغوت، وهو الإيمان بكل عبادة لغير الله، أو حكم بغير شرع الله.
فدخل في ذلك السحر والكهانة، وعباده غير الله، وطاعة الشيطان، كل هذا من الجبت والطاغوت، وكذلك حَمَلهم الكفر والحسد على أن فضلوا طريقة الكافرين بالله -عبدة الأصنام- على طريق المؤمنين ...

وإلى اليوم نواجه هذه الصدمات من الحسد نراها في الإعتداءات على الشعوب الإسلامية سواء بالإحتلال كما حدث في فلسطين والقدس. ونراها بالتهجم على الشريعة الإسلامية العملاقة. ونراها في الهجوم على خير البرية نبينا صلوات ربي وسلامه عليه..


وهكذا نرى نفسية الحاسد النكدة حيث لا يحب الخير للناس وبالتالي يعترض على قضاء الله تعالى .
ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع ، خبيث النفس.
فالحسد كالنار تأكل بعضها بعضا إن لم تجد ما تأكله , والحسد إعتراض على قدر الله في مخلوقاته , لا يليق بالمؤمن أن يقع في مثل هذا المرض الخطير ,

فإن وجدت نعمة على إنسان ادعو الله أن يبارك له فيها.. وبذلك تكون محب لقدر الله تعالى .. وإن روادتك نفسك أن يكون لك مثله ..ادعو الله أن يعطيك فهو الرزاق الذي لا تنفد خزائنه ..


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة :


إياكم و الحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب.
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير

وإن ما نجده اليوم من مشاكل إجتماعية وجرائم سواء جنائية أو مدنية ما هي إلا نتيجة للحسد الأعمى والحقد والفساد . ونتيجة لنسيان المنعم الذي بيده خزائن كل شئ ويعطي من يشاء بغير حساب.

وإن المتأمل في جميع المخلوقات يجد أمرا عظيما مبهرا الا وهو التكامل بين جميع الكائنات فالكل يحتاج إلى الكل, وما خلق الله شيئا عبثا أبدا.

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ – 115 فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ - 116 المؤمنون

فلو أنك طبيب تحتاج إلى مهندس لتصميم عيادتك ولو أنك صانع تحتاج إلى مزارع ليحصد لك ما تأكله . فالكل ميسر لما خلق له ,

ولا يكون الحسد أو التنافس إلا في طلب الخير..

ففي الحديث الشريف :
الحسد في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فقام به ، و أحل حلاله ، و حرم حرامه ، و رجل آتاه الله مالا فوصل به أقرباءه و رحمه ، و عمل بطاعة الله. تمنى أن يكون مثله..
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير
أي يتمنى أن يحفظ القرآن ويعمل بحلاله ويحرم حرامه. ويتمنى أن يكون له مال فينفقه في وجوه الخير وصلة الرحم. فهو محب للخير, ولعله بتمنيه ذلك الخير أن يدرك الدرجات العالية في الجنة.

وبعيدا عن هذا الإدراك يصاب الإنسان بعدم الرضا والحسد والبغض لمن حوله وينشأ الصراع الذي لا جدوى منه , حيث لا يغير من قدر الله شيئا.

فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.

********


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ – 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ – 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ – 3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ – 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ – 5


**********


وإلى ختام الجزء إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 12:33 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(45)
ومع بعض آيات من سورة الناس

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ – 1 مَلِكِ النَّاسِ – 2 إِلَهِ النَّاسِ – 3 مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ – 4 الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ – 5 مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ – 6

هذه السورة مشتملة على الاستعاذة بالله تعالى وبصفاته فهو رب الناس, ملك الناس، إله الناس,
والله رب كل شيء , وملك كل شيء , وإله كل شيء . ولكن تخصيص ذكر الناس هنا يجعلهم يحسون بالقربى في موقف العياذ والاحتماء .

والله - برحمة منه - يوجه رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته إلى العياذ به والالتجاء إليه , مع استحضار معاني صفاته هذه , من شر خفي , لا قبل لهم بدفعه إلا بعون من الرب الملك الإله.

فالوساوس تأتي من حيث لا نحتسب . والوسوسة :الصوت الخفي . والخنوس : الاختباء والرجوع . والخناس هو الذي من طبعه كثرة الخنوس عند ذكر الله تعالى .

*******

وبهذا تختم سور القرآن العظيم ببيان عالمية الرسالة.


فالناس كافة مدعون للإيمان..

فكانت من أول الآيات ترتيبا في المصحف الشريف :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وجاء النداء للناس جميعا بالإيمان في الربع الأول . قال تعالى في سورة البقرة :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ

الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ – 21 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ – 22

هذا أمر عام لكل الناس , بأمر عام , وهو العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه , وتصديق خبره , فأمرهم تعالى بما خلقهم له ، قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ – 56 الذاريات ﴾

ثم استدل على وجوب عبادته وحده , بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم , فخلقكم بعد العدم , وخلق الذين من قبلكم , وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة , فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها , وتنتفعون بالأبنية , والزراعة , والحراثة , والسلوك من محل إلى محل , وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها ، وجعل السماء بناء محكما لحمايتكم من الإشعاعات المنبعثة من الشمس , وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم , كالشمس , والقمر , والنجوم.

*******
وجدير بنا أن نتذكر كيف أخرج إبليس اللعين أبانا أدم وزوجه من الجنة, بأن وسوس لهما بالأكل من الشجرة المحرمة عليهما.
قال تعالى في الربع الثاني من سورة البقرة :

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ – 35
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ – 36

لما خلق الله آدم وفضله , أتم نعمته عليه , بأن خلق منه زوجة ليسكن إليها , ويستأنس بها , وأمرهما بسكنى الجنة , والأكل منها رغدا , أي : واسعا هنيئا ، ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ أي : من أصناف الثمار والفواكه , وقال الله له : ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى – 118 طه ﴾
﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ نوع من أنواع شجر الجنة , الله أعلم بها ، وإنما نهاهما عنها امتحانا وابتلاء أو لحكمة غير معلومة لنا .
﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ دل على أن النهي للتحريم , لأنه رتب عليه الظلم.
فلم يزل عدوهما يوسوس لهما ويزين لهما تناول ما نهيا عنه , حتى أزلهما ، أي : حملهما على الزلل بتزيينه. ﴿ وَقَاسَمَهُمَا ﴾ بالله ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ -21 الأعراف ﴾ فاغترا به وأطاعاه , فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والرغد , وأهبطوا إلى دار التعب والنصب والمجاهدة.
﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ أي : آدم وذريته , أعداء لإبليس وذريته.

قال تعالى : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ – 6 فاطر ﴾

وقال تعالى : ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا – 50 الكهف ﴾

ومازالت وساوس شياطين الإنس والجن تتعرض للإنسان وتصده عن طريق الحق الموصل إلى رضوان الله تعالى , ولذلك وجب الاستعاذة بالله تعالى واللجوء إليه.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما –
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله تعالى خنس , وإذا غفل وسوس .

ووسوسة شياطين الجن نحن لا ندري كيف تتم , ولكنا نجد آثارها في واقع النفوس وواقع الحياة .
ونعرف أن المعركة بين آدم وإبليس قديمة قديمة , وأن الشيطان قد أعلنها حربا تنبثق من كبريائه وحسده وحقده على الإنسان .
ولكن الله تعالى لم يترك الإنسان فريسة للشيطان مجردا من العدة . فقد جعل الله تعالى له من الإيمان حماية , وجعل له من الذكر عدة , وجعل له من الاستعاذة سلاحا .


فإذا أغفل الإنسان حمايته وعدته وسلاحه فهو إذن وحده الملوم..

فينبغي للإنسان أن يستعين و يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
وبألوهيته التي خلقهم لأجلها ، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم ، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها ، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس ، ولهذا قال تعالى : ﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ .

قال تعالى في سورة الأنعام :

وكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ -112 وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ - 113

ومن وساوس شياطين الإنس والجن أن يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل ، ويزخرفون له العبارات حتى يجعلوه في أحسن صورة ، ليغتر به السفهاء ، وينقاد له الأغبياء ، الذين لا يفهمون الحقائق ، ولا يفقهون المعاني ، بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة ، والعبارات المموهة ، فيعتقدون الحق باطلا والباطل حقا.

فمن رحمة الله تعالى لعباده المؤمنين أن هداهم للإستعاذة به من تلك الوساوس ..

ففي الحديث الشريف : قل هو الله أحد و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء.

فمن السنن أن يقرأ المسلم سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات قبل نومه لحمايته من الحسد والسحر ووساوس الشيطان..

*******

الحمد لله على نعمة الإيمان ونعمة الإسلام.
الحمد لله رب العالمين أن جعلنا من أتباع حبيبه سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وأن أرسل لنا القرآن العظيم كلام الله لهداية البشر.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته.
وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلامًا دائمين متواصلين أبد الأوقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

********


تــــــــــــــــــم بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 12:34 pm


مصادر هذا البحث : كتاب الله تعالى.
الحديث الشريف : صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي.
تفسير إبن كثير والطبري وتفسير السعدي .
كتاب ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله .
كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
كتاب مبادئ الإسلام لإبي الأعلى المودودي.
دروس الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله.
مجموعة مؤلفات الشيخ يس رشدي رحمه الله.
الخواطر الإيمانية للشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى.
منهج الدراسات العليا بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية.
ومنهج تمهيدي ماجستير للشريعة الإسلامية.
مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الحكمة
مدير منتدى
مدير منتدى
اميرة الحكمة


تاريخ التسجيل : 07/07/2012
انثى
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : رايقة
عدد المساهمات : 4492
نقاط : 9968
السٌّمعَة : 10
الموقع : https://banatl3arab.forumalgerie.net/

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالثلاثاء أغسطس 28, 2012 10:25 pm

جزاك الله الجنة
بارك الله فيك واثابك ونفع بك
مشكورة جدا جدا
جهد واضح ومفيييد جدااا
يعطيك العافية على ما قدمتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://banatl3arab.forumalgerie.net
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 1:49 pm

شكرااا لمروركم الراائع
باقة1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نجمة صبا
عضو جديد
عضو جديد
نجمة صبا


تاريخ التسجيل : 25/05/2013
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : الحمدلله
عدد المساهمات : 37
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالسبت مايو 25, 2013 10:59 pm

مـــ*^*ـا شاء الله موضــ^ــوع رائع
تسـ#ــلم الانامــ$ــل
التي كتبته وان كان نقلا
فبوركتم
مووؤؤدتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميمي ميسو
عضو جديد
عضو جديد
ميمي ميسو


تاريخ التسجيل : 31/05/2013
انثى
العمل/الترفيه : ن
المزاج : ةت
عدد المساهمات : 51
نقاط : 53
السٌّمعَة : 0

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالجمعة مايو 31, 2013 1:33 pm

بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاميرة
شخصية مميزة
شخصية مميزة
الاميرة


تاريخ التسجيل : 30/07/2012
انثى
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرتاحة
عدد المساهمات : 1850
نقاط : 3035
السٌّمعَة : 1
الموقع : منتديات اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 10:52 am

شكرا لمروركم جميعا
بارك الله فيكم وهدانا وهداكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريتاج
شخصية مميزة
شخصية مميزة
ريتاج


تاريخ التسجيل : 02/08/2012
انثى
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : جيد
عدد المساهمات : 1693
نقاط : 2740
السٌّمعَة : 6
الموقع : عالم اميرة الحكمة

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالأحد يونيو 02, 2013 8:48 am

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://banatl3arab.forumalgerie.net/
كول حلومة
عضو جديد
عضو جديد
كول حلومة


تاريخ التسجيل : 13/06/2013
انثى
العمل/الترفيه : انشاء منتديات
المزاج : سعيدة
عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
السٌّمعَة : 0

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة    مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 15, 2013 1:25 pm

جزاك الله خيرا موضوع رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» المعاملات المالية المعاصرة فى ضوء الاسلام
» صيام يوم عرفة والأجر العظيم
» سور الصين العظيم
» مبادئ الإحصاء
» مبادئ علم الإجتماع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم اميرة الحكمة :: منوعــات الديـــن الاسلامي :: اسلاميات اميرة الحكمة-
انتقل الى: