ماهو الاعتكاف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أجمع العلماء على مشروعية الاعتكاف لما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا.
وقد اعتكف أزواجه وأصحابه معه في حياته، واستمر حالهم على فعل ذلك بعد موته صلى الله عليه وسلم.
وذكر العلماء أن الاعتكاف ينقسم إلى مسنون وواجب، فالمسنون: ما كان تطوعًا من العبد لله تعالى طلبًا للثواب، ويتأكد ذلك في رمضان، وخاصة العشر الأواخر منه.
أما الاعتكاف الواجب فهو ما أوجبه الإنسان على نفسه بنذر، كأن يقول: لله عليَّ أن أعتكف يوم الخميس.
أما بخصوص متى يكون فهو مشروع في جميع أيام السنة كلها، إلا أن أهل العلم اختلفوا في أقله
متى يبدأ؟
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الوقت الذي يبدأ فيه الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان على قولين:
الأول: أنه يبدأ قبل غروب الشمس ليلة الحادي والعشرين، فمن نوى اعتكاف العشر الأواخر فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس من اليوم العشرين، أي ليلة الحادي والعشرين، وهذا قول جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. والعشر الأواخر تبدأ بغروب الشمس ليلة الحادي والعشرين.
الثاني: أنه يبدأ بعد صلاة الفجر يوم الحادي والعشرين، فمن نوى الاعتكاف في العشر الأواخر فإنه يدخل معتكفه بعد صلاة الفجر من ذلك اليوم، وهذا قول الأوزاعي والليث والثوري، ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: كان رسول اله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه.
والذي نميل إليه أن الاعتكاف يبدأ قبل غروب الشمس ليلة الحادي والعشرين، وهو قول الجمهور، وأما حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر ثم دخل معتكفه فقد حمله الجمهور على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع فيه واختلى بنفسه بعد صلاته الصبح لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف، بل كان من قبل الغروب معتكفا لابثا في المسجد، حكاه النووي رحمه الله.
وعليه، فنقول للأخت السائلة: إن وقت الاعتكاف يبدأ قبيل غروب الشمس من اليوم العشرين، وليس بعد صلاة القيام أو في الثلث الأخير.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.