الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خِيرة خلقه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
إليكِ أوجِّه هذه الكلمات ياذات الحجاب الفاتن!
كأنها لم تسمع قول الله - تعالى -: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، خرجَتْ تخطر في عباءة فاتِنة، تَصِفُ من جسمها أكثر ممَّا تستره، وتحت العباءة ملابس - زورًا تسمَّى ملابس! - وقد غطَّت وجهها بلثام يُبدِي جبينَها وعينَيْها؛ ممَّا أضْفَى عليها فتنةً وجمالاً، وزادَتْ فتنتها بروائح فوَّاحة تلفت كلَّ غافِل لاهٍ، تنظر يمينًا وشمالاً لترى آثار فتنتها على الناس، فيا لَبؤس ما صنعت! وهي مع فتنتها تظنُّ نفسها محجَّبة!
أيْ أمَة الله، هل يُراد من الحجاب إلا الستر؟! وهل حجابك هذا إلا فتنة؟! وهل كان تبرُّج النساء في الجاهليَّة الأولى يبلغ عُشْرَ تبرُّجك اليوم؟!
يا ذات الحجاب الفاتن، هلا سترتِ عورتَكِ!
إنَّني أَعنِيكِ أنتِ يا مَن تدَّعين أنكِ مسلمة تؤمِنين بالله واليوم الآخر، وتدَّعين محبَّة ربِّك ونبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطاعتهما، وأوجِّه إليكِ هذه الكلمات لعلَّك تُراجِعين دينك، وتسترين عورتك؛ فإن المرأة كلها عورة؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والمرأة عورة))؛ صحَّحه الترمذي.
ولحديث أمِّ سلمة: أتصلِّي المرأة في درعٍ وخمار وليس عليها إزار؟ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا كان الدرع سابغًا يغطِّي ظهور قدميها))؛ رواه أبو داود.
ولأبي داود والترمذي وابن ماجه من حديث عائشة - رضِي الله عنها -: ((لا يقبل الله صلاةَ حائضٍ إلا بخمار))، قال الترمذي: "والعمل عليه عند أهل العلم؛ أن المرأة إذا أدركت فصلَّت وشيء من عورتها مكشوف، لا تجوز صلاتها".
هذه الأحاديث مع قوله - تعالى -: ﴿ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... ﴾ [النور: 31]، وقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ﴾[الأحزاب: 59]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].
وقول عائشة - رضِي الله عنها -: "كُنَّا مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُحرِمات، فإذا مرَّ بنا الرِّجال، سدلَتْ إحدانا خمارها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه".
هذه النصوص وما جاء بمعناها من الكتاب والسنَّة، وهي كثيرة شهيرة تدلُّ على أن المرأة كلها عورة أمام الرجال الأجانب، لا يجوز أن يظهر من بدنها شيء بحضرتهم في الصلاة وغيرها.
أتظُنِّين أيَّتها المسلمة أن الله أمَرَك بالحجاب وستْر نَفسِك عن الرجال أثناء العبادة، ثم تجاوَز عنْكِ وسمح لك بأني تتبرَّجي خارجها؟!
إنه لَمِن المؤسِف المحزِن والله ما وصل إليه كثير من نساء العصر المسلمات من تهتُّكٍ وتساهُل في الستر، وتسابُق إلى إبراز مفاتنهن واتِّخاذ اللباس الذي لا يستر؛ تقليدًا لنساء الكفَرَة والمرتدِّين، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
فستر العورة إبقاءٌ على الفضيلة والأخلاق؛ ولهذا يحرص الشيطان على إغراء بني آدم بكشف عوراتهم، وقد حذَّرنا الله منه في قوله - تعالى -: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27]، فكشف العورات مَكِيدة شيطانيَّة قد وقع فيها كثيرٌ من المجتمعات البشرية اليوم، وربما يسمُّون ذلك رُقِيًّا وتفنُّنًا، فتكوَّنت نوادي العُرَاة، وتفشَّى السُّفور في النساء، فعرضت أجسادها أمام الرجال بلا حياء ولا خجل، "الملخص الفقهي"؛ للشيخ صالح الفوزان بتصرُّف.
ما هو الخير للمرأة؟
رُوِي عن علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه - أنه سأل زوجه فاطمة - رضِي الله عنها وأرضاها -: ما هو خيرٌ للمرأة؟ فقالت - رضِي الله عنها -: ألاَّ ترى الرِّجال ولا يرونها، وليست هذه الإجابة بغريبةٍ على مَن تربَّت في بيت النبوَّة، بيت العفاف والطُّهْرِ، وقد سمعت قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وتربَّت على قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53]، وتعلَّمت قوله - تعالى -: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وحفظت قولَ أبيها - عليه الصلاة والسلام -: ((خيرُ صفوف النساء آخرها))؛ يعني: في الصلاة؛ لبعدها عن الرجال، فعلمت من ذلك أن المرأة أحسن ما تكون أبعد ما تكون عن الرجال، ولا يكون هذا إلا بقرارها في بيتها وعدم خروجها منه.
فإن اضطرَّت المسلِمة للخروج فهي حريصة على ألاَّ يراها الرجال وألا تراهم، فتحتجب بحجابها الشرعي الكامل وتغضّ بصرها، ولا تتكلَّم مع الرجال إلا فيما تحتاجه دون ثرثرة وإطالة للكلام، ولا تخضع بصوتها وتلين في كلامها حتى تفتن الرجال، ولا تتزيَّن بلبس ولا بطِيب، وكيف تفعل ذلك وهي تعلم قول نبيِّها - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أيُّما امرأةٍ استعطرَتْ ثم خرجَتْ، فمرَّت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية))؛ والحديث في "صحيح الجامع".
هل أنت مؤمنة أم فاتنة؟
جاء في وصف المؤمنات قوله - تعالى -: ﴿ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ ﴾ [النور: 23]، قال بعض العلماء: "الغافلات وصف لطيف محمود، وصف يجسِّد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشبُّ فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن لوثات الطِّباع السافِلَة"، "رسالة الغيرة على الأعراض"؛ لابن حميد.
وقد جاء في صفات المؤمنات في القرآن الكريم أنهن تائبات عابدات، ساجدات راكعات، متصدِّقات قائمات، حافظات للغيب بما حفظ الله، ولم يأتِ في وصفهنَّ أنهن فاتنات! فأيهما أحبُّ إليكِ: أن تُوصَفي بالإيمان الذي أمرَكِ الله به، أم بالفتنة التي يُرَوِّج لها الشيطان وأتباعه من خلال وسائل الإعلام المنحرفة؟! فيعلِّمون بناتنا كيف يصبحن فاتنات يعشن على أوْهام الجمال المزعوم والحب الكاذب، التي لو فكَّرَتْ فيها الفتاة لعرفَتْ أنها خدعة شيطانية تسلبها أجمل صفاتها، وهي الحياء، ثم لا تزال تسلبها صفات الطُّهْرِ والعفاف والنقاء حتى تُوصَف في النهاية بأنها...؟! كلُّ هذا حرصًا على أن تُوصَف بالفاتنة!
ألَمْ تعلمي - أيُّتها المسكينة - بأن الفتنة من صفات الشيطان كما بيَّنها الله - عزَّ وجلَّ - في قوله - تعالى -: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27].
المرأة فتنة:
قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجال من النساء))؛ متفق عليه.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الدنيا حُلوة خَضِرَة، وإن الله مستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء؛ فإن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم.
وعن ابن مسعود - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المرأة عَوْرَة، فإذا خرجت استشرَفَها الشيطان، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قَعْرِ بيتها))؛ رواه الترمذي وغيره.
أساس البلاء: وَدُّوا لو تكونون سواء:
أنتِ يا مَن تطلُبِين الحريَّة وتريدين أن تتمتَّعي بمباهج الحياة، وتتمتَّعين بما أعطاكِ الله إيَّاه دون تدخُّل من أحد، ودون أن يفرض الرجل عليك أيَّ نوعٍ من الرقابة أو التسلُّط، فحتى متى تبقين متخلِّفة عن ركْب الحضارة؛ تعيشين في زمن جدَّتك التي لم تعرف الحضارة، ولم تستمتع بمباهجها؟!
وحتى متى تُطِيعين المتخلِّفين الذين يَحُولون بينك وبين أن تكوني امرأة عصرية تفعلين ما يحلو لك؛ تشترين ما تشائين، وتُصاحِبين مَن تشائين، وتدخلين وتخرجين مع مَن تشائين، وتلبسين ما تشائين؟!
وإلى متى تخضعين لهؤلاء الذين يَقبُرونك وأنت على قيد الحياة؟!
هكذا يَعرِض عليك الشيطان وجُنده الذين يقابلونك صباحَ مساءَ على القنوات الفضائية والمجلاَّت النسائية، ممَّن خدَعُوكِ بدعوى الحضارة والتقدُّم والموضة، وهم في غاية الحقد على سترك وحجابك، وهم أشد حقدًا على دينك، فلن يرتاحوا ولن يهدأ لهم بالٌ حتى تصبحي على دينهم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، ورُوِي عن عثمان بن عفان - رضِي الله عنه - أنه قال: "ودَّت الزانية أن النساء كلهن يزنين"، حتى يصبحن مثلها فلا يعيِّرنها ولا تجد حرَجًا حين تختلط بهن.
فهل دار بخلَدِك عِظَم ما تفعلين حين تستجيبين لهم فتتخلين عن سترك وحجابك، أو حين تتلثَّمين أو تنتقبين فتزدادين فتنةً وجمالاً؛ فتفتنين نفسك وتفتنين كلَّ مَن رآك؟!
أختاه، هل دار بخلَدِك يومًا أن تكوني أداةً للشيطان وأنت تظُنِّين أنك تستمتِعين بمباهج الحياة؟! وهل ظننت يومًا أنك تخطين بخطوات الشيطان، وتتَّبعين أمره؟! فهل تطيع الشيطانَ مَن لها عقلٌ؟! وهل تعلمين أن اللِّثام والنِّقاب إنما هو خطوة تَتْبَعها خطوات، وأن مَن سلك أوَّل الطريق أدَّى به إلى آخره؟!
خطوات الشيطان:
قال - تعالى -: ﴿ لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، ومن الفحشاء التي يأمر بها الزنا، فهل تظُنِّين أن يدعوك الشيطان وجنده ممَّن لوَّثوا الفضاء بدعواتهم إلى السُّفور والتحرُّر - إلى الزنا مباشرة؟!
لا، ولكنهم يدعونك أولاً إلى أن تعتني بجمالك، ثم إذا اكتملت فتنة وجمالاً يزيِّن لك عرض جمالك والمباهاة به، ثم ماذا؟ ثم الاختلاط حين تبحثين عمَّن يُشِيد بجمالك ويمدحك، فإذا وجدتِه زيَّنه الشيطان في عينك بدعوى الحب والإشباع العاطفي فقط، ثم ماذا؟ ثم عاطفة حرَّى مشبوبة، ونارٌ في الصدر متوقِّدة، تزيدها ضِرامًا وسائل البغي والخَنَا الإعلامي، ثم آهات وزفرات لا يُطفِئها في زعمهم إلا الحب! ثم... ثم ماذا؟!
لا شكَّ أنكِ تعلمين النهاية، وإن كذبتِ على الناس فلن تستطيعي الكذب على نفسك؛ ﴿ بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14- 15].
من أين نبدأ؟
إن الإنسان العاقل هو الذي يستفيد من خبرات غيره، فلو أراد أن يسافر إلى بلدٍ فإنه سيَسأل عن هذا البلد مَن سبَقَه بالذهاب إليه؛ ليستفيد من تجاربه وخبراته، وأنت - يا ابنة العفاف والطهر - لا تنخدعي بدعوى الحضارة والتقدُّم والتغريب، ولا تسافري إلى أوْهام الحضارة المزعومة حتى تسألي أهل الخبرة منهم ممَّن أخذوا يَصِيحون بأعلى أصواتهم بمساوئ الحضارة الغربية، وما أدَّى إليه خروج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال، فهذه كاتبة تسمى أرنون تقول: "لَأَن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل؛ حيث تصبح المرأة مُلوَّثة بأدران تُذهِب برونق حياتها إلى الأبد، ألاَ ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة"، "كتاب المرأة"؛ لمحمد العريني.
وتقول صحفيَّة أمريكية: "امنعوا الاختلاط، وقيِّدوا حريَّة الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب؛فهذا خيرٌ لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا، امنعوا الاختلاط؛ فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مُعقَّدًا مليئًا بكلِّ صُوَر الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية"، "كتاب المرأة"؛ لمحمد العريني.
هذه الشهادات من أهل الحضارة المزعومة تُعطِينا الدليل على أن الطريق الذي تسير فيه المرأة الغربية طريق مسدود، وإنْ زخرَفَه شياطين الأنس والجن من الذين يَعرِضون الحضارة الغربية على أنها الأنموذج الأمثل.
التوبةَ التوبةَ:
قال الله - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27]، فاقبَلِي - يا أمَة الله - توبة الله عليك، وتوبي إليه ولا تتَّبعي الشهوانيين الذين همُّهم أن يُصبِح المجتمع كالبهائم، التي كلُّ همِّها أن تُشبِع شهوات البطن والفرج، ويتَّخذون لذلك كلَّ سبيل.
تخيَّلي - أيَّتها الفاتنة - أنك متِّ وأنت على هذا اللباس والفتنة، أيسرُّك أن تلقَي الله - عزَّ وجلَّ - وأنت على هذه الحال؟! ألَم تسمعي قولَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُبعَث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه))؛ "صحيح الجامع"؟!
أيسُرُّكِ أن يُبعَث العباد يوم القيامة على أعمال صالحة وخاتمة حسنة؛ فمنهم مَن يُبعَث وهو يُلبِّي بالحج، ومنهم مَن يُبعَث وهو يصلي، ومنهم مَن يُبعَث وهو يقرأ القرآن ويذكر الله، وتُبعَثين أنت مكشوفة العورة، بادية السَّوْءَة، على خنا وفجور؟!
أختاه، هما طريقان لا ثالث لهما:
1- طريق العفاف والستر المُوصِل إلى الجنَّة - نسأل الله لنا ولكِ أن نكون من أهله.
2- طريق التبرُّج والسُّفور المُوصِل إلى الفاحشة، وفي الآخِرة عذاب السعير - عافنا الله وإياك منه.
ولكِ الخيار.
وأحذِّرك المعصية؛ فإن لها شؤمًا حين يصرُّ عليها الإنسان، وتصبح له عادة يعيش عليها ويستسهلها، فإنه ربما لا يُوفَّق للتوبة؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]؛ يعني: بين أهل طاعته ومعصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته.
نسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يتوب علينا أجمعين، والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا.