أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم من رآهم في منامه في الصفات الحسية كان دليلاً على حسن معتقده فيهم وإتباعه لسنتهم وربما دلت رؤيتهم على حركات الجند وبعث البعوث وربما دلت على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدل على المنكر وتدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمعاضدة والمساعدة والسلامة من العداوة والحسد وزوال الغل من الصدور وعلى التودد لأنهم رضي اللّه عنهم كانوا على ذلك فإن كان الرائي فقيراً استغنى لأنهم رضي اللّه عنهم فتحوا الفتوحات وغنموا الغنائم وإن كان الرائي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة اللّه تعالى وتدل رؤيتهم رضي اللّه عنهم لمن أقبلوا عليه في المنام على الأبنية الشريفة كالجوامع والمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر ويدل إعراضهم على الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم وتفضيل بعضهم على بعض وبغضهم له وتدل رؤيتهم على التوبة والإقلاع عما سوى اللّه تعالى ورؤية الصحابة رضي اللّه عنهم تدل على الخير والبركة على حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم وربما دلت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان [ص 14] في أيامه من فتنة أو عدل فمن رأى أنه حشر مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين.
( ومن رأى ) أحداً من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيداً سديداً وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب.
( ومن رأى ) أحداً منهم حياً أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره فإن رأى كأنه صار أحداً منهم تناله شدائد ثم يرزق الظفر وإن رآهم في منامه مراراً ضاقت معيشته والأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار رؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة والمهاجرون تدل رؤيتهم على حسن اليقين والثقة باللّه تعالى والخروج عن الدنيا والزهد فيها والصدق في القول والعمل.