لطالما ارتأيت أن القدر هو علبة ألوان كبيره، شملت جميع الألوان انطلاقا من البياض الناصع انتهاءً بالسواد الفاحم،
استخدمت فقط لرسم لوحة الحياة حيث لون الحب بالأحمر، في حين تفاوتت السعادة بين درجات الرمادي و الأبيض،
الألم بالأسود، الأحلام بالوردي و الخبث بالبترولي الزيتي و هكذا.
أما نحن فقد تميزنا في لوحة الحياة بألقاب خاصة تبعا لامتيازات حصلنا عليها باجتهادنا
فالمجرب : هو الشخص الذي لونت حياته بجميع الألوان أو أكثرها على الأقل
و المحترف : هو من استطاع تسخير ألوانه لتجميل صورته على لوحة الحياة
أما الناجح : فهو مَن استطاع الاستفادة من ألوانه جميعا في شتى المجالات
و الذكي : هو من ابتكر ألوان جديدة بمزج ما توفر لديه بمهارة
و الفاشل : من توقف عند لون واحد لم يستطع الرسم به و لم يتخطاه لغيره.
ارتأيت أيضا أن لوحة الحياة ما هي إلا لوحة جامعة للوحات رسمناها بأفعالنا و أفكارنا، بعواطفنا و انفعالاتنا.
لوحات خلدها التاريخ إما لجمالها الخلاب أو لبشاعتها المطلقة، أو كمكملة جمالية للوحة الحياة الملونة بألوان القدر.