رغم زعمنا بأننا قد نكون أبحرنا نوعا ما بموضوع الاحتراف، وبات لدينا من الخبرة ما يعيننا على تجاوز تبعاته الصعبة ان كان بحق الاندية في المقام الاول او بحق اللاعبين.. الا اننا ما زلنا اسرى العواطف التي تحكمنا في طريقة تعاملنا مع بعض اللاعبين للدرجة التي بات النجم الذي يترك ناديه سعيا وراء اهتبال فرصة اخرى جديدة في ناد آخر يدخل في لائحة الخيانة العظمى ويرجم بالسيئ من الكلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وكأنه ارتكب جريمة في حق ناديه متناسين ونقصد هنا اصحاب الراي الاخر مسيرة هذا اللاعب ومشواره الطويل وعطاءه وانجازات النادي الذي ساهم هو نفسه في تحقيقها فغدا بين ليلة وضحاها من نجم تهتف باسمه الجماهير الى عدو تلعن تاريخه الجماهير نفسها..!
للاسف يحصل هذا في ملاعبنا، وسمعنا عن حالات الغضب التي ساورت جماهير بعض الاندية التي فقدت ربما بايديها بعض نجومها الذين اتجهوا الى اندية اخرى قد لا يكون دافعهم الاول فيها البحث عن المقابل المادي بقدر ايجاد فرصة جديدة للانطلاق وتغيير بوصلة العطاء بحثا عن الابداع في واحد من اكبر المكتسبات التي اوجدها نظام الاحتراف بعد ان كان اللاعب في الماضي يخضع لارادة النادي في صكوك اشبه بالعبودية، لا يستطيع من خلالها مغادرة النادي الا عندما تحين لحظة الاعتزال.. لكن الامور اختلفت اليوم، حيث بات القرار بيد اللاعبين، يرسمون مستقبلهم بايديهم ويقررون وجهتهتم التي يختارونها.
نعتقد او لنقل نجزم بان نظام الاحتراف الذي دخل ملاعبنا منذ ما يقارب الخمسة اعوام يخضع لمبادئ تجارية تتعلق بالعرض والطلب تماما، كما التاجر الذي يعرض بضاعته للناس، فمن اراد ابتاع ومن لم ترضه امتنع، وهذا هو اللاعب الذي يحدد مستواه الفني وجهته وقيمته المادية في سوق الانتقالات بعيدا عن العواطف التي انتهى زمانها منذ سنوات ولم تعد ذات قيمة في عصر المادة الذي استحكم وساد وبات هو السيد وصاحب الراي والقرار.. ولهذا السبب نتوقع ان ثمة فهما لاصول وخصوصية نظام الاحتراف بات راسخا في اذهان عشاق الكرة في طريقة تعاملهم مع نجومهم يفرض عليهم احترام حرية اللاعبين في طريقة اختيارهم للفرق المختلفة اسوة بما يحصل في ملاعب اوروبا.. فهل على لاعب كبير مثل ميسي مواجهة غضب جمهور برشلونة لو فكر يوما بارتداء قميص الفريق الملكي مثلا.. انه عالم الاحتراف الذي غيب العواطف !