اميرة الحكمة مدير منتدى
تاريخ التسجيل : 07/07/2012 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : رايقة عدد المساهمات : 4492 نقاط : 9968 السٌّمعَة : 10 الموقع : https://banatl3arab.forumalgerie.net/
| موضوع: استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي : التويتر ، الفيسبوك بين الضرورة العصرية والمخالفات الشرعية الأربعاء يوليو 23, 2014 3:55 pm | |
| استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي : التويتر ، الفيسبوك بين الضرورة العصرية والمخالفات الشرعية |
| عبير المديفر |
بسم الله الرحمن الرحيم لا ريب أن هذا العصر عصر الثورة المعلوماتية ، مدّ حبال الصلة بين الناس ، وقطع ما بينهم من مسافات ، وسهّل نشر العلوم والثقافات ، فوجدت الفتاة فيه مجالاً خصباً للمشاركة في البحث والتعليم عن بعد ، ونشر المعرفة من خلال نشر المقالات ، وإدارة الحوارات ونحو ذلك . فهي الآن تشارك في الطرح والكتابة عبر المواقع الاجتماعية (الفيسبوك) ، و(التويتر) وغيرها ، ولا بد من الإشادة هنا بالأقلام النسائية الراقية التي انتفع منها الكثير ، مغدقة القراء بالعلم النمير ، والفكر المستنير ، ومع ذلك كله إلا أنه يوجد في صفو تلك المشاركات ما يعكره ، فكان من الواجب الإشارة لبعض الأمور وبيان المكدرات فيها ، ومن ذلك : 1- الأحاديث بين الجنسين : إن الأصل في محادثة المرأة للرجل والعكس أن لا يكون ذلك إلا لحاجة ، فإن لم يكن ثمّ حاجة منعت . ويدل على ذلك قوله تعالى : " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ". قال ابن العربي في تفسيره : ( وهذا يدل على أن الله أذن في مساءلتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض ، أو مسألة يستفتى فيها ) وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، ما لم تكن هناك ضرورة أو حاجة ، فقال صاحب بريقة محمودية: ( التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة) . كما نصوا على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام ، وكذا ردها عليه ، قال صاحب كشاف القناع: ( وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة ). وعللوا ذلك بأن ردها عليه أو ابتداءها له يجعل له فيها مطمعاً . ونصوا أيضاً على أنه لا يشرع لها تشميت العاطس من الرجال الأجانب ، ولا يشمتها هو ، فقد ذكر ابن الجوزي في أحكام النساء أن رجلاً كان عند الإمام أحمد ، فعطست امرأة الإمام أحمد ، فقال لها العابد : يرحمك الله ، فقال الإمام أحمد : عابد جاهل . بل وأكثر من ذلك كره الفقهاء للرجل أن يعزي المرأة الشابة عند موت قريب لها مالم تكن من محارمه ، سداً لباب الفتنة ، ودفعاً للمفسدة ، فتعزية الرجل للمرأة أو العكس قد يكون فيه مدخل للشيطان ، ولهذا نص العلماء على أن الرجل لا يعزي المرأة الشابة إلا أن تكون من محارمه . وأما المرأة كبيرة السن ، فقد رخص في تعزيتها بعض العلماء ، لأنها ليست كالشابة في خشية حصول الفتنة بها ، ومع ذلك : فالأفضل ترك تعزيتها أيضاً . جاء في "الغرر البهية" : "لا يعزي الشابة من الرجال إلا محارمها وزوجها". وفي "حاشية ابن عابدين" رحمه الله : قال في شرح المنية : " وتستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن.." . وقال سحنون رحمه الله في مواهب الجليل : " ولا تعزى المرأة الشابة وتعزى المتجالة [أي : كبيرة السن] , وتركه أحسن". وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني : " لا يعزي الرجلُ الأجنبي شواب النساء مخافة الفتنة " . ولا يخفى أن التعزية تكون في حالٍ من تألُّم النفس وانقباضها ، وذلك كفيل بأن يشغل المرء عن التفكير في الشهوات التافهة ، فكيف بغير تلك الحال ؟! فهذا بيان بأن الحديث بين الطرفين إنما يشرع للحاجة ، ومتى شُرع فإنه لا بد أن يكون قولاً فصلاً لا خضوع فيه كما قال تعالى : " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً " . قال الطبري في تفســـــيره : ( خضوع القول ؛ ما يكره من قول النســـاء للرجال مما يدخل قلوب الرجال ) . وقال القرطبي في تفســــــيره : (أَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُنَّ جَزْلًا وَكَلَامُهُنَّ فَصْلًا، وَلَا يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُظْهِرُ فِي الْقَلْبِ عَلَاقَةً بِمَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ مِنَ اللِّينِ ) ؛ أي يكون كلامهن مختصراً قدر ما يفي بالحاجة ، بيناً واضحاً يفصل بين الحق والريبة ، ولا يكون على وجه يحدث في قلب الرجل شيئاً ، فيطمع فيها . فلابد أن تعلم الفتاة أن حديثها له أثر على الرجال ، لا يقل خطراً عن النظر المحرم إليها ، ومصداق ذلك ما جاء من تغزل بعض الشعراء بقوله :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة --- والأذن تعشق قبل العين أحياناً قالوا لمن لا ترى تهوى فقلت لهم --- الأذن كالعين توفي القلب ما كانا وقديماً كان يقال : الحب أوله السماع ثم النظر ؛ كما أن أول الحريق الدخان ثم الشرر ، فحديثها مع الرجل وإن كان كتابة فهو محفوف بالمخاطر، ويخشى عليه وعليها الفتنة ، لأن النفوس البشرية قد جبلت على حب من كثرت محادثته ومباسطته ، كما أن كثرة المساس تذيب الإحساس ، يضاف إلى ذلك أن الإنسان عندما يتعامل مع الشخص الذي يراه فإن الحواس تستحي ، أما إذا كان لا يراه فإن ذلك مظنة جرأة أكثر ، فيخشى أن يكون ما يحدث بين الشباب والفتيات من محادثة عبر الإنترنت تحت غطاء الدعوة إلى الله أو التذكير بالله أو المناقشات العلمية بريداً إلى ما لا يرضي الله تعالى ؛ ذلك أن للحديث انعكاسات خطيرة تتسلل إلى النفس مع نزعات إبليس ، وخطواته الخفية التي حذر الله تعالى منها بقوله : " لا تتبعوا خطوات الشيطان " فيجب تجنبها . فيتلخص مما تقدم ضرورة انضباط حديث الأجنبية مع الأجنبي ، أو العكس بالحاجة ، وفي حدود ضيقة ، وفي دائرة القول المعروف ، فإن في ذلك قياماً بالمأمور ، ودرءاً للمحظور ، وصيانة للمجتمع ، وسداً لباب الفتنة . 2- حديث الفتاة عن يومياتها ، وتصوير حياتها لمن يقرأ ، ووضع صورٍ لبعض متاعها كسريرها أو هدية قدمت لها ونحو ذلك : إن الخيال قد يكون أحياناً أقوى في إثارة الشــهوات من العيان ، والقرآن يغلق الطريــق إلى ذلك كله بقوله تعالى : " ليعلم ما يخفين من زينتهن " . قال ابن عاشور عند تفسير هذه الآية : ( وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يذكر الرجل بلهو النساء ، ويثير منه إليهن من كل ما يرى أو يسمع ) . وقد تحتقر الفتاة مثل هذه الأمور ، وتستبعد إثارتها شيء في نفس الرجل ، وقد ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ ظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي ظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ: رَأَيْت خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، قَالَ: فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ » رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ . فلو تأملت الفتاة الحديث لوجدت الزوج فتن بزوجته لا بامرأة أجنبية ، وما الذي فتنه وحمله على الوقوع عليها وقد ظاهرها قبل التكفير ؟ " خلخالها في ضوء القمر " . وأين موضع الخلخال من امرأته ؟ موضعه القدم ! إن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطراً وضرراً ، كما ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". وروى مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" . 3- إضافة حساب المنشدين والممثلين ومتابعة تغريداتهم : إضافة الفتاة لحساب منشد أو ممثل لا يخلو من أمرين : إما أن تتابع ما يكتب دون أن تتحدث معه ، أو تتابع وتتحدث معه ، فإن كان الأول فإن النفس ضعيفة ؛ كما قال تعالى بعد أن بيّن ما أحل لعباده من الزوجات والإماء وما حرم عليهم : " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً " نعم ضعيف ! لا يصبر تجاه العاطفة ، فعلام تعرض الفتاة نفسها للتعلق برجل والافتتان به ؟ قال ابن الجوزي : ( وقد يتعرض الإنسان بأسباب العشق ، فيعشق ؛ فإنه قد يرى الشخص ، فلا توجب رؤيته محبته ، فيديم النظر والمخالطة ، فيقع فيما لم يكن بحسابه ) . وهكذا الفتاة قد ترى المنشد أو الممثل فلا توجب رؤيته شيئاً في نفسها ، فتديم متابعة ما يكتب ، فتقع فيما لم يكن بحسابها . فإن لم يحدث التعلق به فأي فائدة ترجى من ذلك غير اتباع هوى النفس ؟ وقد شبه سبحانه من اتبع الهوى بأردأ الحيوانات صورة ومعنى ، فقال تعالى : " ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " ، فعلى الفتاة العاقلة أن تتفكر في أنها لم تخلق لاتباع الهوى ، بل لأمر عظيم لا تناله إلا بمعصية هواها ؛ كما قيل : قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل . وإن كان الثاني وتحدثت معه ، فقد مدت يدها لفتح باب من الفتنة قد يصعب عليها إيصاده . 4- إضافة معرف لإحدى الزميلات ، والثناء عليها ووصفها بصفات شخصية أو خلقية : ورد في الحديث الصحيح " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا " . وإنما نهي عن ذلك ؛ لئلا َيتَعَلَّق قلب الرجل بهَا فيَقَع الافتتان بالموصوفة . ولا يخفى أن الحديث في المواقع الاجتماعية "التويتر" و"الفيسبوك" عن مثل هذه الأمور داخل في هذا النهي متى ما كان في القائمة المضافة رجال أجانب يطلعون على ما ينشر . 5- الصور الرمزية : لكل من يكتب في المواقع الاجتماعية صورة رمزية ، وصورة الفتاة الرمزية ما هي إلا دليل على شخصيتها ، والفكر الذي تنتمي إليه ؛ فغالباً ما تكون الصورة الرمزية تعبير عما في نفس الفتاة ؛ فهي حقيقة همسات القلوب ، وإليك هذه المعادلة : اسمك + صورتك الرمزية + خانة التعريف بالنفس = شخصيتك ولن يكون الحديث هنا عن صور النساء المتبرجات أو شبه العاريات ؛ لأني على يقين من أن فتياتنا الواعيات بعيدات كل البعد عن ذلك ، ولكن الحديث سيكون عن بعض الصور الرمزية التي تتهاون في وضعها بعض الفتيات كقلوب الحب ، وصور فتيات مرسومة ، ولو كانت من شخصيات الرسوم المتحركة ، فما سبب وضع مثل هذه الصور ؟ حقيقة لن يتجاوز السبب أحد أمرين : جمال الصورة ، أو جذب القراء لها . فإن كان السبب جمالها ، ففي الصور الجميلة التي لا تحرك ساكن نفس الرجل ما يغني عن ذلك ، وإن كان لجذب القراء لها وفيهم الرجال ، فقد جمعت بين سوء القصد وسوء الفعل ؛ فإن الرجل يقيّم المتحدثة من خلال هذه الصورة ، وقد صرح بعض الرجال بأن رده على الفتاة يكون على حسب الصورة ؛ فإن كانت الصورة جذابة فرده سيكون إيجابياً ، والعكس صحيح . 6- نقل ما قيل وقال دون تثبت : والحديث عن هذا على فروع ثلاثة : ( الأول ) : نقل الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة ، وفي الحديث الصحيح «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . ( والثاني ) نقل الفتوى دون مصدر صحيح ، وقد قال تعالى : "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام " . ( والثالث ) نقل الأخبار التي تثير الفتن ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " . حديث صحيح ، وأثنى _ صلى الله عليه وسلم _ في الحديث الصحيح على من يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ ، كما أن ذلك مخالف لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" حديث صحيح . فعلى الفتاة أن تتحرى في كلامها وتتقي الله عز وجل فيما تنقل ، وتترك سياسة الإمعة ، وسياسة النسخ واللصق دون تحري . 7- الحديث في الحلال والحرام دون علم : قد تدخل الفتاة في نقاشات علمية في المواقع الاجتماعية ، والجميع فيها يدلي بدلوه ، فتتجرأ على التحريم أو التحليل من وجهة نظرها أثناء النقاش ، فلتعلم الفتاة أن من أطلق لنفسه العنان في الحديث بالحلال والحرام مثله كمثل الذي أفتى ، ولتتأمل قوله تعالى : "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر كل أولئك كان عنه مسئولاً " ، وقوله تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " وختاماً أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه . |
| |
|
لحن الحياة شخصية مميزة
تاريخ التسجيل : 12/06/2013 العمر : 26 العمل/الترفيه : طالبة ثانوي المزاج : باكل فوشار عدد المساهمات : 934 نقاط : 1207 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي : التويتر ، الفيسبوك بين الضرورة العصرية والمخالفات الشرعية الخميس يوليو 24, 2014 2:23 am | |
| شكرااااااااااااا كثير
ما ننحرم من عطاءك
موضوع جد جميل | |
|