مما لا شك فيه ان المخدرات آفة تسعى المجتمعات الإنسانية لاقتلاعها من جذور
تربتها الأمر الذي يجعل مسؤولية مكافحة المخدرات هي مسؤولية المجتمع بكل
أفراده ذلك ان آثارها المدمرة لا تلحق الأذى بالمتعاطي لها وحده، بل تمتد
إلى أسرته ومن ثم تلقي بآثارها السلبية على تطور المجتمع ونمائه، إننا
جميعاً مسؤولون آباء وأبناء عن المدمن الذي استسلم للمخدرات بنصحه وإرشاده
إلى الجهات المسؤولة عن علاجه وتأهيله، وإننا جميعاً مسؤولون عن المدمن
التائب بمساعدته على التخلص من مشاعره السلبية وإحساسه الدائم بتأنيب
الضمير، وهذه نقطة مهمة علينا أن نعيها وهي حساسية التعامل مع المدمن
التائب، إذ علينا ان نحتكم إلى شريعتنا السمحة التي تنصح بالتسامح وتدعو
المسلم دوماً إلى التوبة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ابن آدم
خطاء وخير الخطائين التوابون»، ان مستقبل المدمن التائب يتوقف على تمسكه
بطريق الصواب والهداية وكذلك متوقف على ما يقدمه إليه المجتمع عبر مؤسساته
المختلفة من رعاية وتأهيل وضمان لحياة اجتماعية كريمة، ويبقى دورنا كأفراد
ان نفتح قلوبنا لإنسان استطاع ان يغتسل من اخطائه حين تاب وتخلص من شرور
المخدرات وآثامها، إنها مسؤولية جسيمة يجدر بنا ان نحملها بصدق وأمانة،