"Arab Idol" يريح السوريين من القصف لساعات
أداء 27 مشترك- تحية للوطن العربي
(معتصم أبو خميس) يبدو أن برنامج "Arab Idol" كان متنفسا لبعض السوريين، شكل لهم استراحة من القذائف التي تتساقط عليهم على مدار اليوم، دون توقف، كما هو الحال لسبطانات المدافع التي لا تتوقف يوميا عن صب حممها على السوريين، وهو ما عزاه البعض، إلى أن "قوات النظام" من متابعي البرنامج ومحبي المتسابقين فيه.
فلمتابع صفحات التنسيقيات، أن ينتبه أنه يومي الجمعة والسبت، تتوقف هذه الصفحات، عن نقل أخبار سقوط القذائف على المناطق، وهو ما كتب عنه أحد شباب مخيم اليرموك "Haitahm Palsyrian" والذي انتقل مؤخرا وأسرته من المخيم، إلى منطقة أخرى مجاورة، يقل فيها القصف والحصار المتعمد.
هثيم كتب بعد حلقة الجمعة متسائلا عن سبب توقف قصف النظام للمخيم خلال وقت البرنامج، "لك شو القصة ما ببلش القصف عالمخيم غير بس يخلص اراب ايدل، معقولة يلي عم يقصف متابع لأرب أيدل، يا خوفي بكرا يطلع يلي بشجعو بقوم بفش خلقو بالقصف و كمان لو ربح يلي بشجعو من فرحتو بقصف ..و الله لنكيف".
والمخيم المقصود هو مخيم اليرموك في العاصمة دمشق والذي يفرض عليه حصار منذ أكثر من ستة أشهر من قبل قوات النظام بعد أن سيطر عليه مقاتلو المعارضة.
هيثم، وهو شاب في بداية العشرينيات من العمر، لمح في تصريحاته إلى أن البرنامج كان يشكل فسحة أمل خاصة للفلسطينيين، بوجود موهبة مثل موهبة محمد عساف، تصارع للحصول على اللقب، علها تكون "فرحة" في تاريخ فلسطيني مليء بالمآسي والأحزان والنكبات، حيث كتب :"عساف أفرح فلسطينيين لم يبتسموا منذ 66 سنة".
تعليق طريف كتبه هيثم بعد إعلان تتويج عساف كـ "Arab Idol" على طريقة الأخبار العاجلة:" عااجل ...بعد فوز محمد عساف باللقب يتم الآن القصف على مخيم اليرموك لتهنئته باللقب". في إشارة منه إلى تجدد القصف على المخيم والمناطق المحيطة فيه.
وكتب آخر:"الله يعينا على هاي الليلة، بعد ما أطاح عساف بفرح يوسف، أكيد القصف راح يكون غير شكل".
هيثم وخلال حلقة السبت علق مرة ثانية على موضوع الصواريخ والقذائف، حيث كتب على صفحته:" لحد هلأ من وقت بتداء البرنامج (عرب ايدل) لهي اللحظة ما في قذائف بس مجرد اشتباكات ان شاء الله يضل الوضع هيك".
الطرائف حول الوضع أثناء عرض البرنام لم تتوقف، حيث كتب عبد الله الخطيب، وهو شاب من المخيم يكتب على صفحته على فيسبوك " لا يوجد كهرباء لمعرفة النتيجة، أحب أن أقول ألف مبروك لنا جميعا.. لأن أي أحد يرفع اسم فلسطين يكون شرف وفخر لنا وانتصار جديد للحياة الفلسطينية".
ويوافقه شاب آخر محمد يحيى بالقول "هذا هو أسلوب حياة الفلسطينيين. كنا مطولا ندفن الشهيد ونذهب إلى عرس مجاور .. محمد عساف لم يحرر فلسطين ولكنه جعل شعب يبتسم بعد طول انتظار". وفي مكان آخر في سوريا لم يكن مفاجئا أن خرج قرابة 5 آلاف متظاهر فلسطيني في مخيم حمص فرحاً بفوز المشترك محمد عساف، رغم القصف والاعتقال والآلام الذي يعانيه المخيم الواقع في مدينة حمص المنكوبة. أما المنتصر الوحيد وقبل عساف بالنسبة لهؤلاء هي الحياة والحرية التي غناها عساف بكل براعة، واستحوذ على قلوبهم مع ملاحظة أنه لم يكمل فرحتهم فآلامهم كبيرة ولكنه أدخلها إلى بيوتهم حتى ساعات الصباح.