في الوقت الذي قطع فيه المخرج بلقاسم حجاج أشواطا مهمة في تنفيذ وتصوير أحداث فيلم "البرنوس المحروق"، الذي يروي السيرة الذاتية للمناضلة الجزائرية "فاطمة نسومر"، علمت "الشروق" من مصدر خاص لها داخل لجنة القراءة على مستوى مؤسسة التلفزيون الجزائري، أن الأخيرة رفضت الإشارة بالموافقة على سيناريو فيلم آخر عن "فاطمة نسومر" كتبه المخرج الجزائري المقيم في إيطاليا رشيد بن حاج، وأن اللجنة علّلت قرارها رفض السيناريو بأنه يحتاج لكثير من التعديلات.
وجاء على هامش الملاحظات التي دوّنتها لجنة القراءة، أن السيناريو المقترح جاء فارغا من أي محتوى جاد يخدم شخصية وطنية مشهورة كـ "فاطمة نسومر"، علما أن وزارة الثقافة -حسب مصدر عليم لـ"الشروق"- كانت قد منحت مليار سنتيم جزائري إلى شركة "نات ديفيزيون" لصاحبها مدني مرابعي لكتابة سيناريو "فاطمة نسومر"، حيث تم اختيار المخرج رشيد بن حاج لهذه المهمة، لكن وبعد مرور أزيد من ثلاث سنوات لم تقدم فيها الشركة السيناريو لوزارة الثقافة ارتأت الأخيرة بعث فيلم آخر مع بلقاسم حجاج .
الغريب في الأمر أيضا، أن المخرج رشيد بن حاج عرض سيناريو "نسومر" على التلفزيون الجزائري باسم شركة "نور- فيلم" التي تملكها شقيقته، رغم أن عقد كتابة السيناريو كان قد أمضاه بن حاج مع شركة "نات ديفزيون" التي سبق وأنتجت الفيلم الذي أخرجه تحت عنوان "عطور الجزائر" الذي كلّف خزينة وزارة الثقافة أزيد من عشرة ملايير سنتيم، وهي ميزانية ضخمة جدا مقارنة بما تمنحه عادة الوزيرة خليدة تومي للأفلام الأخرى.
من جانب آخر، نقل مصدر مقرب من مبنى وزارة الثقافة لـ"الشروق"، أن مديرية ترقية الفنون السمعية- البصرية ستستدعي قريبا المنتج مدني مرابعي لمعرفة حيثيات قضية فيلم "نسومر" التي أصبح يسميها أهل السينما الجزائرية بقضية "مليار فاطمة نسومر".
للإشارة أيضا، فإن المخرج بلقاسم حجاج كان قد شرع هو الآخر، ومنذ قرابة الشهر ونصف الشهر، في تصوير فيلمه "البرنوس المحروق" الذي يروي السيرة الذاتية لفاطمة نسومر، وهو فيلم تعوّل عليه وزارة الثقافة كثيرا لتكريم هذه الثائرة التي لقّنت الإستعمار الفرنسي درسا في الوطنية والصُمود.