عزف على اوتار النسيان..
حاولت ..
حاولت أن أعيد تشكيلك بالنساء ...
جمعت ألاف الملامح و الأشكال.. وجميع ..
جميع الأحجام و الأطوال و الأسماء ..
ما تركت أمرأة الا دخلتها.. و خرجت منها ..
لكننى و من بعد كثير .. كثير الشقاء ..
عدت خالى الوفاض ..
ذهبت محاولتى هباء . وأكتشفت شيئا خطيرا.. و مثيرا ..
أكتشفت أنك الأنثى الوحيدة التى لها نكهة حواء
و أنك النغمة الوحيدة فى عزفى .. لها طعم الغناء .
و أن النساء بعدك عبثا .. و دجلا .. و وهما .. و لهوا ..
وكلمات جوفاء .. و فقاعات هواء
حاولت ..
حاولت التخلص من دمى ..
حاولت الخروج من دنياى و عالمى ..
لكننى .. وجدتك فى الهواء .. فى الماء . فى كل الدروب وجدتك ..
فى أنصهار الشمع .. فى شروق الشمس .. فى سنا البدر .. فى النجم ..
فى كل مجرات الفضاء
وجدتك فى قهقات الأطفال .. فى عيون الرجال ..
فى الضوء حين تتعقبه الظلال ..
فى الواقع .. فى الخيال .. فى الامكان .. فى المحال ..
فى الاجابة .. فى السؤال .. فى كل الأشياء
فى النواح .. فى الجراح .. فى الأحزان .. فى الأفراح .. فى الأحلام ..
فى الأوهام .. فى الوصل وفى الجفاء
وجدتك فى كل حروفى تسكنين .. و تمنحين كلماتى مذاق الشوق و الحنين ..
وتمشطين جدائل قصيدتى .. وتخضبى كفيها بالحناء
حاولت ..
حاولت أن أقطع رأسى .. و أمحو ذاكرتى ..
و من حيث أنتهيت فيك أحاول الابتداء
حاولت أن أقهرك بداخلى ..
و أن أغلق أمام شوقى اليك كل مداخلى ..
و كنت فى منتهى الغباء ..
ما أدركت أنى ضعيفا فى حبى ..
حد التلذذ بألمى ..
حد مضاجعة ندمى ..
حد أن يبعثرنى الليل على درب البكاء .
حاولت ..
حاولت لكن جوادى فى مضمارالنسيان كبا ..
و أننى مثلما كنت فى المبتدى ..
أحبك فوق تخيلى ..
مازال قدرى الموت فيك كما أرادت لى السماء ..